د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
فُرِضت الصلاة في رحلة العروج النبوي العظيم إلى السماء، وهي في الوقت ذاته معراج المؤمن إلى نفس السماء.. معنى جليل إذا استحضره المصلي فستكون صلاته خاشعة..
لماذا لا تأخذ مسألةُ الخشوع في الصلاة قدرًا كبيرًا من اهتمامنا؟!
لماذا نهتمُّ بدراسات الجدوى الخاصَّة بتجارتنا ومصانعنا وبيوتنا، ولا نصرف وقتًا كبيرًا -وأحيانًا ولا قليلًا!- لعمل دراسة جدوى خاصَّة بخشوعنا في الصلاة؟!
الأسباب وراء ذلك كثيرة.. ولكني سأبدأ بواحد من أخطرها!
وهذا السبب هو..
أننا قد لا نُدرك -في الحقيقة- أهميةَ الصلاة نفسها!.. وأنَّى لِمَنْ لا يُدرك أهمية الصلاة أن يُدرك قيمة الخشوع فيها!
فما الصلاة؟!
أقلّ ما يمكن أن نقوله عن الصلاة: إنها «ركن»!
ركن لأي شيء؟!
ركن للإسلام!
هل سمعتم عن صرح هائل يُقام بلا أركان؟!
مُحالٌ.. مُحال!
وكذلك الإسلام.. لا يمكن أن يقوم بغير صلاة..
إذا لم تهتم بقضية الصلاة فأنت لم تُدرك بعدُ معنى الإسلام..
روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الإِسْلَامَ بُنِيَ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ»[1].
إن الإسلام -هذا الصرح العملاق- بُنِيَ على أركان خمسة، كان منها الصلاة، ولو انهار ركن من هذه الأركان انهار الصرح بكامله! وليست الصلاة أيَّ ركن من هذه الأركان؛ بل تأتي في الأهمية بعد شهادة أن لا إله إلا الله مباشرة، ويُؤَيِّد ذلك ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر مُوَضِّحًا قيمة الصلاة؛ فقد روى معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ...»[2]. فعندما أراد الرسول الحكيم صلى الله عليه وسلم أن يختار عمودًا واحدًا يقوم عليه الإسلام اختار الصلاة، وهذا يُعطينا انطباعًا واضحًا جليًّا لأهميتها في التشريع الإسلامي.
ولكونها بهذه الأهمية فإن الله -تعالى- مَيَّزَها ببعض الأمور التي لا تتوافر في الأركان الأخرى، فنُدرك تلقائيًّا قيمتها، وبالتالي نحرص على إقامتها كما ينبغي..
من هذه الأمور -مثلًا- أنها تُؤَدَّى في كل يوم -كفريضة- خمس مرَّات؛ بينما الأركان الأخرى تُؤَدَّى بشكل موسمي.. فالصيام الفرض يُؤَدَّى في كل سنة شهرًا واحدًا فقط؛ وهو شهر رمضان، والزكاة كذلك تُؤَدَّى مرَّة واحدة في السنة كلها؛ بينما يُؤَدَّى الحجُّ مرَّة واحدة في العمر كله.. حتى شهادة: «لا إله إلا الله» يقولها المسلم على سبيل الفريضة مرَّة واحدة في العمر! فمع كون طبيعة الأركان الأخرى كلها موسمية فإنَّ الصلاة هي الركن الوحيد الذي لا بُدَّ من أدائه يوميًّا، وليست مرَّة واحدة في اليوم، بل خمس مرات كاملة، وهي موزَّعة بين النهار والليل؛ ليظلَّ المسلم متذكِّرًا دومًا هذه العبادة شديدة الأهمية.
وكذلك تختلف الصلاة عن بقية الأركان في أنه لا عُذر لمسلم أو مسلمة في تركها -اللهمَّ في حيض المرأة ونفاسها- بينما تُوجد أعذار لعدم أداء الأركان الأخرى، باستثناء شهادة أن لا إله إلا الله؛ فصيام رمضان يُعْفَى منه المريض -مثلًا- فيُؤَجِّل الصيام إلى أن يبرأ، ولو كان مرضه مزمنًا يُمكن أن يُعْفَى من الصيام كليَّة، ويدفع الفدية المفروضة، والمسافر كذلك يُؤَجِّل فريضة الصيام إلى حين عودته من سفره، وآخرون يُعذرون كذلك في مسألة صيام رمضان؛ كالحامل، والمرضِع، والشيخ الكبير، وأصحاب المهام الشاقَّة.. والزكاة لا يُؤَدِّيها المسلم إلَّا إذا بلغت أمواله النصاب وحال عليها الحول الكامل، وبغير ذلك لا يُؤَدِّي هذا الركن، والحجُّ لا يكون إلَّا مع الاستطاعة الكاملة، وهذا يشمل مالًا وصحَّةً وأمنًا، وغير ذلك مما يحتاجه الحاجُّ ليُؤَدِّيَ الركن، فإن كان المسلم فقيرًا لا يملك نفقة الحجِّ، أو مريضًا لا يقوى عليه، أو خائفًا من غياب الأمن، أو لم يتحصَّل على تصريح بالسفر إلى البلاد المقدَّسة، فإنه في كل هذه الحالات لا يُؤَدِّي الفريضة، ولا شيء عليه.
هذا مع كل الأركان، إلا شهادة التوحيد والصلاة، فلا عُذر في تركهما أبدًا أبدًا!
على الصحيح أن يُصَلِّيَ، وكذلك يفعل المريض!
على المقيم أن يُصَلِّيَ، وكذلك يفعل المسافر!
على الغني أن يُصَلِّيَ، وكذلك يفعل الفقير!
على الآمِن أن يُصَلِّيَ، وكذلك يفعل الخائف!
نُصَلِّي قائمين..
فإن لم نستطع فقاعدين!
فإن لم نقدر فمضطجعين!
فإن فشلنا فبعيوننا!
أو بقلوبنا!!
لا يُعذر مسلم عاقل بالغ في تركها أبدًا!
إنها عمود الإسلام..
بغيرها لن يعرف المسلم طريقَه، وسيكون الزيغ والضلال؛ لذلك فهي النور الذي نهتدي به في ظلمات الحياة، بل هي التي تُنير قبورنا حالكة الظلمة، وهي كذلك التي تُنير لنا طريقنا يوم القيامة! ولهذا وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنور، فقال: «.. وَالصَّلَاةُ نُورٌ..»[3].
الصلاة تعود على المجتمع كلِّه بالخير والبركة؛ فالمُصَلِّي مهما انحرف ستحفظه صلاته يومًا من الاستمرار في طريق الانحراف، وهذا يعود على المجتمع بالأمن والسلامة؛ لذلك يقول الله تعالى: {.. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ..}[العنكبوت: 45]، وهو ما أكَّده رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ذكروا له رجلًا يُصَلِّي بالليل، فإذا أصبح سرق! قال: «إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا يَقُولُ»[4]. أو قال: «إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا تَقُولُ»[5].
والصلاة ثقيلةٌ.. ثقيلةٌ.. في الميزان!
ثقيلة إلى الدرجة التي تُؤَهِّلها بمفردها لترجيح إحدى الكفتين!
لو كانت صالحة ومقبولة فلن تضرَّها -على الأغلب- المعاصي كلها..
ولو كانت فاسدة ومردودة فلن تنفعها -على الأغلب- ملايين الحسنات!
فعن حُرَيْثِ بن قَبِيصة قال: قدمتُ المدينة فقلتُ: اللَّهمَّ يسِّر لي جليسًا صالحًا. قال: فجلستُ إلى أبي هريرة رضي الله عنه، فقلتُ: إنِّي سألتُ الله أن يرزقني جليسًا صالحًا، فحدِّثْني بحديثٍ سمعتَهُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلَّ الله أن ينفعني به. فقال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ. ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ»[6].
فهل بعد هذا يُهمل مؤمن في صلاته؟!
ثم إنها ليست مجرَّد تكليف نُحاسَب عليه يوم القيامة؛ إنها في الحقيقة «صلة» بين العبد وربِّه -تعالى-؛ إننا نسمع إلى الله حين نقرأ القرآن، ثم يسمع منا الله -سبحانه- ما نُريده منه حين ندعوه! ومن هنا جاءت كلمة «الصلاة»؛ حيث إن الصلاة ما هي إلَّا صلة.
ما أجمل هذا!
هل نستطيع أن نفعل ذلك دومًا مع ملك أو وزير؟!
بل هل نستطيع أن نفعله دومًا مع آبائنا وأمهاتنا؟
أليست هناك لحظات نقول فيها: الوقت غير مناسب الآن للطلب؛ فلنؤجِّله إلى ظروف أخرى، لعلَّ الإجابة تكون أقرب؟
لكن مع الله -سبحانه- ليست هناك ظروف! وليس هناك تأجيل!
إنها فرصة غالية للدخول على ملك السموات والأرض في الوقت الذي تُحَدِّده أنت! فيكفي أن تتوضَّأ وتدخل في الصلاة فتكون عنده!
ولعلَّ لهذا السبب فُرِضت الصلوات الخمس في السموات العلا، ولم تُفرض كبقية العبادات في الأرض؛ للإشارة إلى أنها علاقة مباشرة بين العبد المحتاج والربِّ الكريم سبحانه.
إنها فُرِضت في رحلة العروج النبوي العظيم إلى السماء..
وهي في الوقت ذاته معراج المؤمن إلى نفس السماء!!
إلهي..
ما أكرمك!
إذا رأيتَ مسلمًا يعرف كل ما سبق وأكثر، ثم يُهمل في إقامة صلاته، بل يتركها! فماذا تقول في حاله؟
واللهِ إن موقفه لخطير!
ها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يقول -وهو يُحَذِّر المسلمين من خطورة التهاون في أمر الصلاة-: «بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ»[7]!
واجتهد الفقهاء لفهم النصِّ الخطير المُخَوِّف!
فقال بعضهم: هو كفر حقيقي خرج به التارك للصلاة من دينه[8]!
وقال آخرون: بل هو كفر دون كفر، فما زال مسلمًا ما دام ينطق بالشهادتين، لكنه فاسق[9]!
كافر.. أو فاسق!
هذه هي الصلاة..
فهل نَقْدِر لها قَدْرَها؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] البخاري: كتاب الإيمان، باب الإيمان وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ». (8)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام، (16) واللفظ له.
[2] الترمذي: كتاب الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة (2616)، وقال: حديث حسن صحيح. والنسائي (11394)، وابن ماجه (3973)، وأحمد (22069)، وقال شعيب الأرناءوط: صحيح بطرقه وشواهده وهذا إسناد منقطع. والطبراني: المعجم الكبير، (17023)، وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن الترمذي 3/43 (2616).
[3] مسلم: كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، (223)، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، والترمذي (3517)، والنسائي (2217)، وابن ماجه (280).
[4] أحمد (9777)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين. والبيهقي: شعب الإيمان، (2991)، وكشف الأستار عن زوائد البزار 1/346، وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد، 2/258، وقال في موضع آخر: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد، 7/89.
[5] ابن حبان (2560)، والبزار: البحر الزخار (9217)، نسخة وكيع عن الأعمش ص89، وصححه الألباني، انظر: التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان، 4/253.
[6] الترمذي: أبواب الصلاة، باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة (413) عن أبي هريرة رضي الله عنه، واللفظ له، وقال: حديث حسن. وأبو داود (864)، والنسائي (325)، وابن ماجه (1425)، وأحمد (16665)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح. والدارمي (1355)، وقال حسين سليم أسد: إسناده صحيح. والحاكم (965)، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وله شاهد بإسناد صحيح على شرط مسلم. وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن الترمذي 1/237 (413).
[7] مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، (82)، عن جابر بن عبد الله ب.
[8] جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: ذهب الحنابلة إلى أن تارك الصلاة تكاسلًا يُدعى إلى فعلها، ويقال له: إن صليتَ وإلا قتلناك. فإن صلى وإلَّا وجب قتله ولا يقتل حتى يُحبس ثلاثًا ويُدعى في وقت كل صلاة، فإن صلَّى وإلَّا قُتل حدًّا، وقيل: كفرًا. أي لا يُغَسَّل ولا يُصَلَّى عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين. لكن لا يُرَقُّ ولا يُسبى له أهل ولا ولد كسائر المرتدين. انظر: الموسوعة الفقهية الكويتية (27/54)، وقال البهوتي الحنبلي: (وكذا تاركها تهاونًا) أو كسلًا لا جحودًا، (ودعاه إمام أو نائبه) لفعلها (فأصرَّ، وضاق وقت الثانية عنها)؛ أي عن الثانية لحديث: «أَوَّل مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ، وَآخَرَ مَا يَبْقَى الصَّلاةُ». قال أحمد: كل شيء ذهب آخره لم يبقَ منه شيء، فإن لم يُدْعَ لفعلها لم يُحكم بكفره؛ لاحتمال أنه تركها لعُذر يعتقد سقوطها لمثله. (ولا يُقتل حتى يُستتاب ثلاثًا فيهما)؛ أي فيما إذا جحد وجوبها، وفيما إذا تركها تهاونًا، فإن تابا وإلَّا ضُربت عنقهما. انظر: الروض المربع شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع، ص52.
[9] جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: مَنْ ترك الصلاة تهاونًا وكسلًا لا جحودًا؛ ذهب المالكية والشافعية إلى أنه يُقتل حدًّا؛ أي أن حكمه بعد الموت حُكم المسلم فيُغَسَّل، ويُصَلَّى عليه، ويُدفن مع المسلمين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ»[متفق عليه]؛ ولأنه تعالى أمر بقتل المشركين ثم قال: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}[التوبة: 5]، وقال صلى الله عليه وسلم: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ». فلو كفر لم يدخل تحت المشيئة، وذهب الحنفية إلى أن تارك الصلاة تكاسلًا عمدًا فاسق لا يُقتل، بل يُعَزَّر، ويحبس حتى يموت أو يتوب. الموسوعة الفقهية الكويتية 27/53، 54، وانظر: الزحيلي: الفقه الإسلامي وأدلته، 1/502-505. وقال أبو مالك: وهو مذهب سعيد بن جبير والشعبي والنخعي والأوزاعي وابن المبارك وإسحاق وأصح الروايتين عن أحمد، وأحد الوجهين في مذهب الشافعي، وحكاه ابن حزم عن عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وعبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة. انظر: صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة 1/222.
◄◄ هذا المقال من كتاب كيف تخشع في صلاتك للدكتور راغب السرجاني
يمكنك شراء الكتاب من خلال صفحة دار أقلام أو الاتصال برقم 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك