التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.

دمشق .. بغداد .. القاهرة .. أما آن أن تعودوا
دمشق .. بغداد .. القاهرة .. أما آن أن تعودوا
(3)
القـاهــرةهي القاهرة
"حاضرة الدنيا وبستان العالم، ومحشر الأمم، ومدرج الذر من البشر، وإيوان الإسلام وكرسي الملك، تلوح القصور والأواوين في جوِّه، وتزهر الخوانق والمدارس والكواكب بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من علمائه".هي القاهرة
"من لم يرها لم يعرف عزَّ الإسلام".
أيتها القاهرة أما يكفيكِ ذلك فخرًا؟، أما يكفيك أن يطريك علامة الدنيا ومؤرخ الإسلام وفخر المسلمين ابن خلدون (ت 808هـ)، بقوله: "القاهرة، إنها أوسع من كل ما يُتخيَّل فيها".إنها القاهرة –يا سادة- بلد الألف عام والألف مئذنة، بلد صلاح الدين الأيوبي، قاهر الصليبيين ومسخِّر الأعلاج من أسرى الصليبيين فيها لخدمة المسلمين، وباني قلعتها المهيبة وسورها العظيم، إنها القاهرة حيث الصالح نجم الدين أيوب، وشجر الدر، القاهرة مأوى خلافة المسلمين زمن المماليك، حيث المظفر قطز والظاهر بيبرس والمنصور قلاوون وولده الأشرف خليل فاتح عكا آخر معاقل الصليبيين في بلاد الإسلام والمسلمين.
أَنَــا تَــاج العَــلَاء فِي مَفرقِ الشَّـ *** ـــرق ودُرَّاتــه فَـرَائـــد عِقــدِي
أَيُّ شَــيٍء فِي الغَربِ قَد بَهَرَ النا *** سَ جَمالاً وَلمَ يكُـن مِنه عِندِي؟
وَرِجَالِـي لَــو أَنصَفُوهــم لَسَادُوا *** مِــن كُهــولٍ مـلء العُيونِ ومُردِ
لَـــو أَصَابُــوا لَهــم مَجالاً لَأبدوا *** مُعجــزات الذَّكــاءِ فِـي كُلِّ قَصْدِإنها القاهرة درَّةُ مصر حيث وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بأهل مصر خيراً فإن لهم نسباً وصهراً "، حيث جامع عمرو والأزهر وجامع ابن طولون وقلعة صلاح الدين وجامع السلطان حسن.
إنها القاهرة حيث كان حاكمها "السلطان الأعظم، المالك الملك الظاهر، السيد الأجل، العالم العادل، المؤيَّد المجاهد، المرابط المثاغر، المظفَّر، سيف الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين، محيي العدل في العالمين، منصف المظلومين من الظالمين، وارث الملك، سلطان العرب والعجم والترك، إسكندر الزمان، مولى الإحسان، مملِّك أصحاب التخوت والأسرَّة والتيجان، واهب الأقاليم والأقطار، مبيد الطغاة والبغاة والكفار، ملك البحرين، مسلك سبيل القبلتين، خادم الحرمين الشريفين، ظلُّ الله في أرضه، القائم بسنته وفرضه، سلطان البسيطة مؤمِّن الأرض المحيطة، سيد الملوك والسلاطين، قسيم أمير المؤمنين".
إنها القاهرة بلد العلم والدين والفقه، بلد الشافعي وابن عبد الحكم وأشهب والكندي المؤرخ والليث بن سعد وابن لهيعة وذو النون المصري والطحاوي والقاضي الفاضل والنويري وابن شداد والقلقشندي والمقريزي والإمام الشاطبي وابن حجر وابن تغري بردي والسخاوي والسيوطي والنحاس النحوي و المؤرخ الجبرتي، وغيرهم مما لا يعدَّ ولا يُحصى.
إنها القاهرة حيث خزائن الأرض كلها، فمن أراد بها سوءاً قصمه الله، فعلى أرضها وبجندها قصم الله ظهور الصليبيين وظفر المسلمون بالتتار، وكانت نجدةً للعثمانيين من أيد الصليبيين الجدد، وما تنعَّم بخيراتها المستعمرون من الفرنسيس والإنجليز.
مِن أَرضِها خَير جُندِ الله قَد خَرجُوا *** فِي كُل مَعركةٍ أَبطَالهــــــا انتخَبَـوا
يَــا مَن تُحاَول فِينا غَمـــــزَ عِزَّتِها *** أَخطَـأتَ قَصدكَ فِيمَا رُحت تَرتَكبُ
إِن مَسَّك الرَّيب فَانظُر فِي صَحَائِفنَا *** تَلــقَ النَّوَاضـع فِيهَـا مِنك تَقتَــربُ
لَسنَــا نَحِيد بِعَهــــدِ الله عَن هَــدفٍ *** وَكُــلُّ نَصـرٍ لَه فِي عِرقِنَـا نَسَــبُها قد كنتِ أيتها القاهرة !! فأين أنتِ الآن ؟!! لم نعد نسمع لكِ صوتًا غير آهات المستضعفين، وآنَّات اليتامى والمظلومين، أين أنتِ أيتها القاهرة ؟!.. كم من خطباء مُنعوا، ودعاة سُجنوا، وأولياء قُتلوا، ونساء رُمِّلوا، وحسناوات عفيفات اُغتصبوا، وأطفال يُتِّموا، فأصبح أهلك بين شهيدٍ وجريحٍ ومطاردٍ وسجينٍ!! ..
ما عدتِ قاهرة !! أصبحت الآن لبني صهيون وعباد الصليب صاغرة !! ما هكذا كنتِ، فلِما ؟! لِما عاد جيشك حاميًا للطغاة ؟! لِما أصبح شعبك راعيًا للبغاة ؟!
هُنَــــا القَــاهِــــرة تَفـقِــــدُ أَبنَــائَهـــا *** وفِــى عَينِهــا نَظــرةٌ حَائــرة
هُنَـــا الــدَّم َيجرِي عَلَى الأَرضِ مَاءً *** هُنَــا يُقصَــفُ الفِكرُ بِالطَّائِرة
هُنَـــــا المســرحيَّـــةُ والمخــرِجــونَ *** قِطــــارٌ يَسِيـــر بِــلَا قَـاطِـــرة
وِقــــــسٌّ تَجَـلَّـــــى وَشَيــــخٌ تَخَــــلَّى *** لِتَشــــــرَح مِـلَّتِنـــــا العـاهرة
وَشيــــخٌ تَحَلَّـــــى بِعقــــدِ الفَتَــــاوَى *** وَشيــــخٌ تَـــدورُ بِــهِ الحَائِرة
وَفـــوقَ المسَــاجـــدِ رَاحَ الصَّليـــبُ *** يَبُـــــــوحُ بَترنِيمـــةٍ مَارِكـــة
هُنَـــا الجُنــــد غَـــادَرَ كُــلَّ الحُــــدودِ *** لِيَضــربَ فِي القَلبِ الخَاصِرَةعجبًا لكي أيتها القاهرة .. هل للمكارم نهاية؟! وقد كنتِ للمسلمين نجدة وللمستضعفين حماية !! لن نيأس أبدًا لعودتك حبيبتي القاهرة، فستعودين كما كنتِ .. قاهرة الطغاة وكاسرة الغزاة وعز الإسلام والمسلمين.
يَا لَقَـــومِي جَــاهِــدُوا لَا تَهنُـوا *** وسَيَأتِي الله بِالنَّصرِ المبيـن
أَنْـجِــدُوا مِصَــر إذا مَــا فَزِعَتْ *** وَأَهَابَــتْ بِالكُمَــاةِ البَاسِلِيـن
اِحفَظُوهَا إنَّ مِصراً إِنْ تَضِعْ *** ضَاعَ فِي الدُّنيَا تُرَاثَ المُسلِمِين(4)
دمشق .. بغداد .. القاهرة .. أما آن لكم أن تعودوا
هن قواعد الإسلام: دمشق .. بغداد .. القاهرة، تشابهن في الحضارة والخراب، تشابهن في السلام والحرب، تشابهن في العلم والجهل، تشابهن في العدل والظلم !!
قـواعــدٌ كـنَّ أركـانَ الـبلاد فما
عـسى الـبقاءُ إذا لـم تبقَ أركانُ
يكاد قلبي يعتصر ألمًا وصدري يختلج حزنًا، وأنا أكتب تلك الكلمات عن حالٍ غدت إليها تلك العواصم التاريخية للإسلام، تلك العواصم التي كانت في يومٍ من التاريخ نور في ظلمات الأرض !!
(1)
دمشق الفيحاء
إنها دمشق
ياسمين الشام ودرة الإسلام، دمشق الفيحاء عاصمة الخلافة ومسكن بني أمية، أرض الإيمان التي قال فيها صلى الله عليه وسلم: "فإذا وقعت الفتنُ فإن الإيمان بالشام"، إنها دمشق أرض الملاحم وفسطاط المسلمين، وخير منازِلهم عند الفتن. لِمَا لَا وهي عقر دار المؤمنين.
صَفَت دُنيَا دِمَشق لِمُصطَفِيها *** فَلَسْتُ أُرِيدُ غَيرَ دِمَشق دُنْيَا
السلام عليكِ يا دمشق، ماذا أقول فيك ؟! وبماذا أكتب بمداد أقلامي ؟! وكيف أعبِّر عنكِ بما يدور في خَلَدي ؟!
"آه يا دمشق.. كم في ثراك من عابد، كم في جوفك من زاهد، كم في بطنك من مجاهد، كم في حشاك من ساجد. أنت يا دمشق سفر خلود، وبيت جود، منك تهب الجنود، وتحمل البنود. يصنع على ثراك الأحرار، ويسحق على ترابك الاستعمار، ويحبك يا دمشق الأخيار؛ فأنت نعم الدار. تقطع إليك من القلوب التذاكر، من زارك عاد وهو شاكر، ولأيامك ذاكر، يكفيك تاريخ ابن عساكر، صانك الله من كل كافر".
بِوَجـهِ دِمَشـق يُكتَمَـلُ الجمـالُ *** وَيَسمُـو فِي مَرَاتِبـهِ الكَمالُ
لَو السَّبعُ الطّوالُ ظَهَرنَ فِيهَا *** غَنَّتْ حُسنَها السبعُ الطوالُ
يقالُ الشِّعرُ فِي الفَيْحَاءِ مَدْحًا *** لِكَي يَرْقَى القَصِيدُ بِما يُقالُ
إنها دمشق صفوة الله من أرضه وفيها صفوته من خلقه وعباده، في دمشق معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز والشهيد نور الدين محمود، فيها كان النووي وابن عساكر وابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن كثير، فيها كان زهد الأولياء، وسحر الشعراء.
من دمشق خرجت جيوش المسلمين تفتح هنا وهناك، فخرج منها مسلمة بن عبد الملك وقتيبة بن مسلم ومحمد بن القاسم الثقفي، وغيرهم الكثير والكثير، خرجوا بجيوشها فاتحين ولدين ربهم ناشرين، فبدمشق ومنها كانت دولة الإسلام التي لم يشهد العالم لها مثيل، لقد امتد دولتها من الصين شرقًا حتى جنوب فرنسا غربًا.
كيف غيَّرت الأيام حالك يا دمشق ؟! ماذا دهاك ؟! كيف أنتِ الآن ؟! ماذا جرى يا دمشق لحكَّامك ؟! أتتركيهم يقتلون شعبك المسكين ؟! أتتركيهم يا دمشق يُيَتِّمون صغارك ويذبِّحون كبارك، يرمِّلون نساءك ويستحيون فتياتك ؟! أتدعيهم يا دمشق يدمِّرون حضارتك ببراميلهم المتفجرة، ويخرِّبون أزهارك بأسلحتهم الكيماوية ؟!
وَا ضَيعَتَاهُ وَلَا مُجيبَ لِصَوتِهم *** فالمُسلمونَ المُتقونَ عِثارُ
مَـا بَيـنَ مُستبقٍ لقصرِ رئـاسةٍ *** و الوَاهميــنَ بأنهــمُ ثوارُ
عذرًا يا دمشق !!
نَامَتْ جُيوشُ الفاتِحينَ فَلَا تَرَى *** جُندًا لَهُم ضِدَّ الهوان تُثارُ
لا بأس يا دمشق لا باس، لا تيأسي فالمجد لكِ.
َيا شَامُ عَهْدًا سَأُورِي الدَّمْعَ صَاعِقَةً *** مِنَ الدُّعَاءِ تُوَاتِيهِمْ فَلاَ تَذَرُ
يَا شَامُ لاَ تَيْأَسِي فَاليَأْسُ مَهْلَكَةٌ *** وجَدَّدِي العَزْمَ إِنَّ العَزْمَ مُنْتَصِرُ
أما آن لك أن تعودي يا دمشق ؟! لا تتركينا نبكي على ذكرى حبيب ومنزل !!
(2)
بغداد الرشيد
بغداد
آه يا بغداد .. يَا أَجْمَلَ مُدَن البِلَادِ
آَهٍ يَا بَغْدَادُ .. مَا السِّر فِيكِ؟ .. مَا هُو السِّحْر الذِي يَجْعَلنِي لَا أَقوَى عَلَى الفُرَاقِ وَالبُعَادِ؟
أَهُو بَقَايَا الجَمَالُ المتَنَاثِر بِخَجَلٍ عَلَى شَيْخُوخَتِك المُبَكِّرةِ
أَم هُو الانْتِمَاءُ الذِي جَعَلَنِي أَرَى الأَلوَانَ رغمَ كُلِّ مَا يُحِيط بِكِ مِن حُزنٍ وَأَلمٍ وَسَوَادِ
نَعَم يَا بَغْدَادُ .. أَنتِ فِي القَلبِ بَاقِيةٌ مَلِكَةُ الحُسنِ وَالجَمَالِ مَهْمَا فَعَل الحَاقِدُونَ وَالحُسَّادِ
سلمت يا بغداد، سلمت يا حبيبتي، ستعودي حتمًا حبيبتي كما كنت بغداد الرشيد، آهٍ يا بغداد لو إن الموت يخطفني من أحضان أمي إلى أحضانك ويرميني، ولِما أخجل من ذلك يا بغداد، لِما !! وقد كنتِ يومًا وسط الدنيا وسرة الأرض والمدينة العظمى التي ليس لها نظير في مشارق الأرض ومغاربها، سعةً، وكبرًا، وعمارةً وكثرةَ مياهٍ، وصحةٍ، وهواءٍ.
أَمَا عرفوا قيمتك يا بغداد !!، أما سمعوا شافعي الفقه والدنيا يقول لصاحبه: يا يونس دَخَلْتَ بغداد؟ قال: لا. قال الشافعي: يا يونس ما رأيتَ الدنيا، ولا رأيتَ الناس. وقال أخرى: ما دخلتُ بلدا قط إلا عددتُّه سفرا، إلا بغداد، فإني حين دخلتُها عددتُّها وطنا.
أما قدَّروا منزلتك في الإسلام !!، أما سمعوا أبا بكر بن عياش يقول: "الإسلام ببغداد، وإنها لصَيَّادة تصيد الرجال، ومن لم يرها لم ير الدنيا". يكفيك يا مدينة السلام أنه كان يقال: من محاسن الإسلام يوم الجمعة ببغداد.
إنها بغداد –يا سادة- مدينة السلام مهد الحضارة ومركز المراصد والمكتبات والبيمارستانات والمدارس، وموضع بيت الحكمة، الذي جمع آلاف الكتب والمجلدات، مجتَمَع المتصلين بالعلم، والمشتغلين بالفن، والراغبين في الأدب. إنها بغداد حيث أبي حنيفة النعمان والشافعي وأحمد والخطيب البغدادي، حيث دجلة والفرات، حيث الماء والخضرة والجمال والنبات.
فـِـدَى لَـكِ يَـــا بَغـــدَادُ كُــلَّ قَبِيلــةٍ *** مِن الأَرْضِ حَتَى خطَّتِي وَدِيَارِيا
فَقَد طِفْتُ فِي شَرقِ البِلاَدِ وَغَربِها *** وَسيَّــرتُ رَحلِــي بَينَهـا وَرِكَابِيَا
فَلَـــم أَرَ فَيهَـــا مِثـل بَغْــدَاد مَنِزلًا *** وَلــمَ أَرَ فِيهَــا مِثــلَ دِجلَة وَادِيَا
وَلـَـا مِثـــل أَهلِيهــا أَرَقُّ شَمَائِـلًا *** وَأعـــذَب أَلفَاظَـــا وَأَحلَـى مَعَانِيَا
وَكَـــم قَائـلٌ لَـو كَانَ وُدّك صَادَقًا *** لِبَغْــــدَادَ لَــم تَرحَــل فَكَانَ جَوَابِيَا
يُقِيــمُ الـرِّجَال الأغنِيَـاءُ بَأرضِهم *** وَتَرمِي النَّوَى بِالمقتَرِين المرَامِيَا
إنها بغداد عاصمة بني العباس، المدينة التي كانت تحكم العالم، وَمَلِكُهَا على سريره ملقًى على ظهره ينتظر خراج ملوك الدنيا أمام يديه !! بغداد .. حيث المنصور والرشيد والمأمون والمعتصم !!
ماذا دهاك يا بغداد ؟! ما الذي غيَّرك ملامح جمالك يا حبيبتي ؟! ما لكِ يا بغداد كئيبة حزينة ما عاد للسعاة مكان على جبينك؟! لا تحزني حبيبتي، فغدًا نكسر أحفاد كسرى وعباد المجوس !!
قِفَا نَبكِي مِـن ذِكــرَى حَبيِــب وَمَنــزلِ *** بَغدَاد الجَمِيلة صَبرًا عَزوماً فَتَجمَّلِي
تَـوَالَــت عَليــكِ خُطُوبُ الدَّهرِ سَادِحةً *** بِأنــوَاعِ الهُمُـــومِ غَزِيرَ غَيثٍ مُهطلِ
مُــذْ وَطَــأَ الغُــزَاة أَرضَــكِ وَانْبَــــرى *** أَحفَــاد كِسـرَى يَحلمُون بِنصرٍ مُعجَّلِ
تَمَــادَى العَابِثُــون بِـــكِ وَقَـــد نَســوا *** بُـركَــان ثَــأرِك صَــوت رَعـدٍ مُجلجلِ
قَذَائفُ الحقِ ِ تَحصُدُ كُل يَوم جُنُودهم *** أَبَابيــلَ طَيــرٍ تَقــذِفُ كُـل وَغدٍ مُجندلِ
جَــيشُ الأعَــادِي سَـوف يَمضِي خَائِباً *** عَــارُ الهَزيمةِ يَعلـق وَلِوزرها يَحمِلِ
عَزيــزةٌ دَار السَّـــلامِ بِقلـوبِ أَهلِهــا *** عَزيزةٌ عَلَى أَعدَائِها كَصَلاَبةِ حَنظَلِ
لا تحزني بغداد !! فستكونِ كما كنتِ بغداد الرشيد حيث: "لم يكن لبغداد في الدنيا نظير". مهما كان وسيكون ..
تبقي أنت بغداد .. وننتظر عودتك !!!
التعليقات
إرسال تعليقك