التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
كما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه رائعًا في حياته كان رائعًا في مماته؛ إذ حقَّق الله له أمنيةً عجيبة لا تتحقَّق إلَّا للنَّادر من الرجال.
بعد الرحلة الثريَّة البهيَّة جاء وقت الرحيل! قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [العنكبوت: 57]، وكما كان الفاروق رائعًا في حياته كان رائعًا في مماته؛ إذ حقَّق الله له أمنيةً عجيبة لا تتحقَّق إلَّا للنَّادر من الرجال! لقد قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ مَوْتِي فِي بَلَدِ رَسُولِكَ صلى الله عليه وسلم»[1]!
إنَّها أمنيةٌ عجيبةٌ حقًّا أراد عمر رضي الله عنه فيها أن ينال فَضْلَيْن لا يُنالان سويًّا في المعتاد! فضل الشهادة في سبيل الله، وهي تُنَال عادةً في ميادين الجهاد، وكان الجهاد آنذاك في الثغور البعيدة؛ في العراق، وفارس، والشام، ومصر، وكان يريد في الوقت نفسه الموت في المدينة، لينال فضل الموت بها، ولِيُدْفَن إلى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم! عن صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ أَنَّهَا، سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لَا يَمُوتَ إِلَّا بِالْمَدِينَةِ، فَلْيَمُتْ بِهَا، فَإِنَّهُ مَنْ يَمُتْ بِهَا، تَشْفَعْ لَهُ، وَتَشْهَدُ لَهُ»[2].
حقَّق الله لوليِّه عمر رضي الله عنه، ما تمنَّى! بل زاده فوق ذلك أن جعل الشهادة في صلاةٍ، فقُتِل بعد أن كبَّر ودخل في صلاة الصبح، ولنقرأ قصَّة استشهاد عمر مُصَلِّيًا في بلد الرسول صلى الله عليه وسلم كما يرويها عمرو بن ميمون الأودي، وهو من كبار التابعين، وكان شاهد عيان في المسجد يوم طُعِن عمر رضي الله عنه: عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ، مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما غَدَاةَ أُصِيبَ[3]، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، قَالَ: اسْتَوُوا. حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ، أَوِ النَّحْلَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ[4] فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي -أَوْ أَكَلَنِي- الكَلْبُ، حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ العِلْجُ[5] بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ، لاَ يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَلاَ شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ، حَتَّى طَعَنَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا، فَلَمَّا ظَنَّ العِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ.
أما قاتِل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو أبو لؤلؤة المجوسي، واسمه فيروز[6]، وهو أحد العبيد المملوكين للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه، وحِقْدُه مُرَكَّبٌ! بمعنى أنَّه حِقْدٌ على المسلمين بشكلٍ عام، لسقوط الإمبراطوريَّة الفارسيَّة العظمى على أيديهم، وتذكر بعض الروايات أنَّ أبا لؤلؤة كان جزءًا من مؤامرةٍ شارك فيها بعض الفرس في المدينة[7].
وعلى عمر رضي الله عنه بشكلٍ خاص لخلاف بينهما على تقدير عطاء أبي لؤلؤة لمالكه المغيرة! وهذا هو الذي دفعه لهذه العمليَّة الانتحاريَّة، فَكَمِنَ فِي زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الْمَسْجِدِ فِي غَلَسِ السَّحَرِ، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى خَرَجَ عُمَرُ رضي الله عنه يُوقِظُ النَّاسَ لِلصَّلاةِ، صَلاةِ الْفَجْرِ. وَكَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يَفْعَلُ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ عُمَرُ رضي الله عنه وَثَبَ عَلَيْهِ فَطَعَنَهُ ثَلاثَ طَعَنَاتٍ؛ إِحْدَاهُنَّ تَحْتَ السُّرَّةِ قَدْ خَرَقَتِ الصِّفَاقَ وَهِيَ الَّتِي قَتَلَتْهُ، ثُمَّ انْحَازَ أَيْضًا عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ فَطَعَنَ مَنْ يَلِيهِ، حَتَّى طَعَنَ سِوَى عُمَرَ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلا، ثُمَّ انْتَحَرَ بِخِنْجَرِهِ[8].
وَتَنَاوَلَ عُمَرُ رضي الله عنه يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه فَقَدَّمَهُ، فَمَنْ يَلِي عُمَرَ رضي الله عنه فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى، وَأَمَّا نَوَاحِي المَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لاَ يَدْرُونَ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ رضي الله عنه، وَهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللهِ سُبْحَانَ اللهِ. فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رضي الله عنه صَلاَةً خَفِيفَةً، بسورتي الكوثر والنصر، فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَقَائِلٌ يَقُولُ: لاَ بَأْسَ. وَقَائِلٌ يَقُولُ: أَخَافُ عَلَيْهِ.
إفاقة عمر بالصلاة:
روى الطبراني عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَأَخَذْتُ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ وَهُوَ مُسَجًّى، فَقُلْتُ: كَيْفَ تَرَوْنَهُ؟، قَالُوا: كَمَا تَرَى. قُلْتُ: أَيْقِظُوهُ بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تُوقِظُوهُ بِشَيْءٍ أَفْزَعَ لَهُ مِنَ الصَّلَاةِ. فَقَالُوا: الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: الصَّلَاةُ، هَا، اللهُ إِذًا، «وَلَا حَقَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ» فَصَلَّى، وَإِنَّ جُرْحَهُ لَيَثْعَبُ دَمًا!
سداد الديون:
قال عمر لابنه عبد الله: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا أَوْ نَحْوَهُ، قَالَ: إِنْ وَفَى لَهُ مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ، وَلاَ تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، فَأَدِّ عَنِّي هَذَا المَالَ. إنَّما الحقيقة أنَّ المال كان مستحقاته من بيت مال المسلمين، وأراد عمر رضي الله عنه أن يردَّها ورعًا كما فعل الصديق رضي الله عنه عند موته.
استخلاف ستة لاختيار أمير المؤمنين:
استخلف عمر رضي الله عنه ستة لاختيار أمير المؤمنين فَقَالُوا: أَوْصِ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ، قَالَ: مَا أَجِدُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاَءِ النَّفَرِ، أَوِ الرَّهْطِ، الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ. فَسَمَّى عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَالزُّبَيْرَ، وَطَلْحَةَ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، رضي الله عنهم، وَقَالَ: يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ -كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ- فَإِنْ أَصَابَتِ الإِمْرَةُ سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ، وَلاَ خِيَانَةٍ.
يُلَاحَظ أنَّ السِّتَّة الذين اختارهم عمر رضي الله عنه هم بقيَّة العشرة المبشَّرين بالجنَّة بعد وفاة عمر رضي الله عنه شخصيًّا، وقبله أبي بكر رضي الله عنه، وأبي عبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنه، ولا يستثنِ عمرُ رضي الله عنه من قائمة العشرة إلَّا سعيدَ بن زيد رضي الله عنه، وقد استثناه ورعًا لأنَّه ابن عمِّه. ولم يُرَجِّح عمر رضي الله عنه واحدًا من السِّتَّة، «وَأَمَرَ صُهَيْبًا رضي الله عنه أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ»[9]، ولم يشأ أن يُكلِّف واحدًا من السِّتَّة بالصلاة بالنَّاس لئلَّا يظهر ميله رضي الله عنه لهذا المختار.
وصية عمر بالضعفاء:
وقد أوصى عمر رضي الله عنه بالضعفاء، فقَالَ: أُوصِي الخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي، بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ[10]، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْرًا، ﴿الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾، أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَأَنْ يُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ[11]، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإِسْلاَم (عونه)، وَجُبَاةُ المَالِ، وَغَيْظُ العَدُوِّ، وَأَنْ لاَ يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ.
وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ العَرَبِ، وَمَادَّةُ الإِسْلاَمِ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ[12]، وَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللهِ، وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَلاَ يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ.
استئذان عمر للدفن بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر:
حرص عمر رضي الله عنه على حسن الاستئذان من عائشة رضي الله عنها لتسمح له بالدَّفن في حجرتها إلى جوار الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، فأمر ابنه عبد الله رضي الله عنه ألَّا يذكر صفة أمير المؤمنين حتى لا يصير الطلب في صيغة الأمر والإلزام، ثم أمر عبد الله رضي الله عنه أن يُعيد الاستئذان بعد الموت لكي يضمن أنَّ عائشة رضي الله عنها راضية، وأنَّها لم تفعل ذلك حياءً وهي رافضة.
خوف عمر عند موته:
روى البخاري عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رضي الله عنه جَعَلَ يَأْلَمُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، وَلَئِنْ كَانَ ذَاكَ، لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ صَحَبَتَهُمْ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ، وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ لَتُفَارِقَنَّهُمْ وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ. قَالَ: «أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا تَرَى مِنْ جَزَعِي فَهُوَ مِنْ أَجْلِكَ وَأَجْلِ أَصْحَابِكَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِي طِلاَعَ الأَرْضِ ذَهَبًا لاَفْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عز وجل، قَبْلَ أَنْ أَرَاهُ»!
وفي روايةٍ أخرى قَالَ عمر لابن عباس: أَتَشْهَدُ لِي يَا عَبْدَ اللهِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَلْصِقْ خَدِّي بِالْأَرْضِ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ. فَوَضَعْتُهُ مِنْ فَخِذِي عَلَى سَاقِي. فَقَالَ: أَلْصِقْ خَدِّي بِالْأَرْضِ. فَتَرَكَ لِحْيَتَهُ وَخَدَّهُ حَتَّى وَقَعَ بِالْأَرْضِ، فَقَالَ: وَيْلَكَ وَوَيْلَ أُمِّكَ يَا عُمَرُ إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللهُ لَكَ. ثُمَّ قُبِضَ رَحِمَهُ اللهُ[13]،[14].
[1] البخاري: أبواب فضائل المدينة، باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة، (1791).
[2] ابن حبان: كتاب الحج، باب فضل المدينة، (3742)، وقال الأرناءوط: إسناده صحيح. وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة، (2928).
[3] أي أقف في الصفِّ الثاني، وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في الصفِّ الأوَّل.
[4] كانت هذه الصلاة هي صلاة الصبح.
[5] العلج: هو الرجل من غير العرب غير المسلمين.
[6] الحاكم: كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم، مقتل عمر رضي الله عنه على الاختصار، (4512).
[7] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 3/271.
[8] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 3/262، 263، قال ابن حجر العسقلاني: رَوَى ابْنُ سَعْدٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إِلَى الزُّهْرِيِّ.
[9] ابن حبان (6905)، وقال الأرناءوط: حديث صحيح. وأبو يعلى (2731)، قال حسين سليم أسد: إسناده صحيح.
[10] هم الذين صلُّوا إلى القبلتين، أو الذين أسلموا وهاجروا قبل بيعة الرضوان.
[11] وهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مرض موته
[12] الوسط؛ ليس بأسوأ المال ولا أفضله.
[13] الطبراني: المعجم الأوسط، 1/181 (579)، وقال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.
[14] لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب اضغط هنا: استشهاد عمر رضي الله عنه
التعليقات
إرسال تعليقك