ملخص المقال
قصيدة غدا سنطهر الأقصى للدكتور عبد المجيد البيانوني، يهديها الشاعر إلى المرابطين في المسجد الأقصى وأكنافه
إلى المرابطين في المسجد الأقصى وأكنافه، الظاهرين على الحق، القابضين على الجمر.. أهدي هذه القصيدة.
تَبابٌ فـي تبـابٍ في تَبابِ .. *** وُعُودُ الزور للقَـوم الكِـذابِ
تبـاهَوا بالفُـجـور وصَدّروه *** وكـم كذبوا على ربِّ الكتابِ
وكم قتلوا من الأحـرار ظـلمًا *** وكم سفكـوا الدماء مع الخرابِ
وكم ضجّت ربوع الأرض منهم *** وكم زرعوا الفجور بلا حساب
ولا عجـب فكـم قتـلوا نبيًّا *** ومـن يدعـو إلى حسـن المآب
* * *
غدًا سنعود وعد ليس ينسى *** ولا تمحـوه آكـام التراب
ولا جُدر مُصفّحة غِـلاظ *** ولو مُلئـت بألـوان العذابِ
غدًا نجتثّ أبنـاء الأفاعـي *** ونذروهم كأكوام الضِّبـابِ
غدًا سنعود وعـد لا يمارى *** على رغم الخنازير الذئـابِ
غدًا سنعود والأملاك تُزجَى *** تُثير النقـعَ من حزّ الرقاب
تبارك عزمنا تقفو خطـانا *** وتُصغي للهدى عذبَ الخطاب
وتحمي ظهرنا من كلّ وغدٍ *** جبان القلب يَلهثُ كالكلابِ
غدًا سنطهِّرُ الأقصى ونُعلي *** لـواءَ الحقّ يسطع كالشهاب
وتخفق راية التوحيد جذلى *** على هـام المآذن والقبـاب
غدًا سندكُّ عرش البغي مهما *** تطـاول أو تغشَّى بالسراب
غدًا سنعود يا أقصـى يمينًا *** نسدّد للدخيل لظى الحسابِ
نطهِّر أرضنا من رجس قوم *** سعوا نحو الرذائل كالذباب
وقول المصطفى حقّ وصدق *** تليـن لوعده صُمُّ الصِّلابِ
* * *
سيهزم جمعهم لا ريب لكـن *** على أيد تَمسَّكُ بالكتابِ
بُكِيّ في الدجى فُرسانِ خَيـل *** يشُدّ قلوبَهم وَقعُ الحراب
أيا جند الهـدى عزمًا وصبرًا *** فوعد الحقّ يدنو لاقتراب
ظلال التين والزيتـون تهفـو *** إلى ألحانكـم بين الروابي
ومسجدُ حيِّنا يرنـو حزينًا *** لتسبيح الشيوخ مع الشباب
وأطيار ترفـرف في رياض *** تثير بلحنها شجن الصحاب
* * *
فقـل للعـالم المخـدوع: مهلاً *** ستسمـع عن ملاحمنا العجاب
وتشهد صـولة للحقّ كبـرى *** وتقـرأ عن كتائبنا الغضـابِ
دروس الحقّ والإيمـان تهـدى *** إلى أهـل الفجور والارتيـاب
غدًا عُرسُ الهدى يُحيي ربانا *** ويَمسحُ جُرحَنا عذبُ الرضاب
وللحـقّ المبين جَلالُ وَجـه *** تَسامـى عن مُقاربة الهَبـابِ
* * *
وألمح من بعيد ومض بـرق *** يهزّ البغي من فـوق السحاب
وقطرًا كالنـدى ينهلّ عذبًا *** يبشّر بالسيـول على الهضاب
وأسرى يرفعون أكفّ نصر *** وصلصلة السلاسل في الشعابِ
وأطفالاً وأرملة وثكلى .. *** جحافل أوقدت عزمَ الشبابِ
وأسرابًا من الأرواح تدنو *** ترفـرف فوق قافلة الإيـاب
يطيب الصبح بعد ظلام ليل *** وكـم لذّ العناق على الغياب
وبشرى الغيب تبرق بالأماني *** وأصـداءَ الخطا في كلّ باب
غدًا أرض الهدى تُزهي عبيرًا *** غـدًا تختال هاتيك الروابي
فألقِ الحزنَ عن قلبٍ شَجيّ *** غدًا نلقى الأحبة في الرحاب
بقلم: د. عبد المجيد البيانوني
المشرف على شبكة الميثاق التربوية
التعليقات
إرسال تعليقك