التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
يتناول المقال تاريخ الدولة البهمنية في الهند، إحدى الممالك الإسلامية الهندية المنسية، فمن هم البهمنيون؟ ومن أشهر سلاطينهم؟ وما أهم آثارهم؟
أهم مقتطفات المقال
ترك البهمنيُّون أوابد أثريَّة ونقودًا ذهبيَّة وفضيَّة دلَّت على ما بلغوه من تطوُّرٍ في العمارة والفنون، ولمـَّا كانت الدولة محاطة بأعدائها من جميع الجهات، فقد حظيت القلاع والحصون والأسوار باهتمامٍ خاص، وكان للمساجد والأضرحة كذلك نصيبٌ من ذلك الاهتمام، لعلَّ من أهمِّها سور أحسن آباد (غلبرغة) المزدوج، والمسجد الجامع فيها (شيد عام 769هـ)، ومجموعة الأضرحة التي تضم رفات السلاطين الأوائل بالقرب منها، كذلك أضرحة السلاطين المتأخرين بالقرب من بيدار (أحمد آباد)، والقصر الملكي المسمَّى \\\"تخت محل\\\"، والمسجد الجامع فيها.
الدولة البهمنيَّة أو المملكة البهمنيَّة من الممالك الإسلامية الهنديَّة المنسيَّة، والبهمنيُّون سلالة من السلاطين المسلمين الأفغان، حكمت معظم مناطق هضبة الدكن في الهند، وكانت عاصمتها أحسن آباد (غُلبرغة Gulbarga) من سنة 748هـ إلى سنة 826هـ، ثم محمد آباد (بيدار Bidar) بعد ذلك. و"بهمن" من أسماء الأعلام الفارسيَّة.
حسن غانغو وتأسيس الدولة
مؤسِّس السلالة حسن غانغو (گانگو) (ت: 752هـ) أفغاني، كان في خدمة السلطان محمد بن تغلق (725 - 752هـ=1324م - 1351م) في دلهي فولَّاه الدكن، فلمَّا قامت الثورة هناك تزعَّمها حسن وطرد عسكر الدولة واستقلَّ بالحكم في غلبرغة وسمَّاها "أحسن آباد"، وادَّعى أنَّه من سلالة بهمن بن اسفنديار من الملوك الساسانيِّين، ولقَّب نفسه "علاء الدين بهمن شاه".
حدود الدولة
توالى على عرش السلطنة البهمنيَّة ثمانية عشر سلطانًا، كان آخرهم كليم الله شاه (932 – 933هـ=1525 – 1527م)، وقد بذل سلاطين هذه الأسرة جهودًا كبيرةً لتوسيع مناطق حكمهم ومواردهم الماديَّة، وظلَّت حدود دولتهم تُراوح بين مد وجزر طوال عهدهم، وكانوا على عداءٍ دائمٍ وحروبٍ مستمرَّةٍ مع الدول المحيطة بهم، واستعصت عليهم بعض المناطق الغربيَّة المتاخمة لهم مثل غاتس وغوا، ومع أنَّ محمود غوان وزير السلطان محمد شاه الثالث لشكري (867 – 887هـ=1463 - 1482م) تمكَّن من احتلال سنغامشاور وغوا سنة 876هـ=1471م.
تنظيم الدولة
نظَّم السلاطين البهمنيُّون دولتهم تنظيمًا جيِّدًا، وسكُّوا النقود باسمهم، وكانت الحكومة المركزيَّة تتألَّف من إدارة مدنيَّة يرأسها وكيل السلطنة، يُعاونه عدد من الوزراء، ويتولَّى شئون القضاء القضاة والمفتون، ويُشرف على شئون الأمن الكتوال kotwal (صاحب الشرطة) والمحتسب، أمَّا الشئون العسكريَّة فيتولَّاها قائد العسكر وعدد من المرءوسين المعاونين.
وبسبب اتِّساع المملكة اضطرَّ السلاطين البهمنيُّون إلى تقسيمها إلى ولايات سموها "أطرافًا"، فكان على رأس كلِّ طرفٍ حاكم من قِبَلِهِم يُدعى "طرفدار" مسئول عن الشئون العسكريَّة والمدنيَّة، يُعاونه قائدٌ عسكريٌّ يُلقَّب "قلعدار"، وقد أدَّى توسيع صلاحيَّات حكَّام الأطراف ثم محاولة الحدِّ منها إلى انقسام السلطنة وتفكُّكها، وقيام خمس سلطنات على أرضها هي: بيجابور (شاهات عادل)، وأحمد نغر (شاهات نظام)، وغولكوندا (شاهات قطب)، وبرار (شاهات عماد)، وبيدار (شاهات بريد).
كذلك كان لتقاطر عدد كبير من العناصر الفارسيَّة والعناصر القادمة من وراء البحر، أثَّر في تعرُّض البلاد لمشكلات سياسيَّة وعرقيَّة قسَّمت السكَّان المسلمين إلى مجموعتين شملت الأولى الدكنيِّين، سكَّان الدكن الأصليِّين، وشملت الثانية من أطلق عليهم اسم "الأفَّاقين" أو "غريب الديار"، وكان الصراع الذي نشب بين هاتين المجموعتين من أسباب سقوط الدولة البهمنيَّة.
آثار الدولة البهمنية
ترك البهمنيُّون أوابد أثريَّة ونقودًا ذهبيَّة وفضيَّة دلَّت على ما بلغوه من تطوُّرٍ في العمارة والفنون، ولمـَّا كانت الدولة محاطة بأعدائها من جميع الجهات، فقد حظيت القلاع والحصون والأسوار باهتمامٍ خاص، وكان للمساجد والأضرحة كذلك نصيبٌ من ذلك الاهتمام، لعلَّ من أهمِّها سور أحسن آباد (غلبرغة) المزدوج، والمسجد الجامع فيها (شيد عام 769هـ)، ومجموعة الأضرحة التي تضم رفات السلاطين الأوائل بالقرب منها، كذلك أضرحة السلاطين المتأخرين بالقرب من بيدار (أحمد آباد)، والقصر الملكي المسمَّى "تخت محل"، والمسجد الجامع فيها.
السلاطين البهمنيون
علاء الدين حسن بهمن شاه (748 - 759هـ=1347 – 1358م).
محمد شاه الأول (759 – 777هـ=1358 – 1375م).
علاء الدين مجاهد شاه (777 - 780هـ=1375 – 1378م).
داود شاه (780هـ=1378م).
محمد شاه الثاني (780 - 800هـ=1378 – 1397م).
غياث الدين بهمن (800هـ=1397م).
شمس الدين بهمن (800هـ=1397م).
تاج الدين فيروز شاه (800 - 825هـ=1397 - 1422م).
أحمد شاه الأول والي (825 – 840هـ=1422 – 1436م).
علاء الدين أحمد شاه الثاني (840 – 862هـ=1436 – 1458م).
علاء الدين همايون ظالم شاه (862- 865هـ=1458 - 1461م).
نظام شاه (865 – 867هـ=1461 – 1463م).
محمد شاه الثالث لشكري (867 – 887هـ=1463 - 1482م).
محمد شاه الرابع (محمود ويرا شاه) (887 – 924هـ=1482 – 1518م).
أحمد ويرا شاه الثالث (924 – 927هـ=1518 – 1521م).
علاء الدين شاه (927 – 928هـ=1521 – 1522م).
ولي الله شاه (928 – 932هـ=1522 – 1525م).
كليم الله شاه (932 – 933هـ=1525 – 1527م).
_________________
مراجع للاستزادة:
- ستانلي لين بول، الدول الإسلامية، ترجمة محمد صبحي فرزات ومحمد أحمد دهمان، مطبعة الملاح، دمشق 1974م.
- المستشرق زامباور: معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي، دار الرائد العربي - بيروت، أخرجه: زكي محمد حسن بك وحسن أحمد محمود وآخرون.
- Mahmud Gawan Rvad al-Insha, (Haydarabad Deccan 1948).
التعليقات
إرسال تعليقك