الحضارة
سبق وريادة وتجديد
اهتمت الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام دينٌ عالمي يحض على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه، وتنوعت مجالات الفنون والعلوم والعمارة طالما لا تخرج عن نطاق القواعد الإسلامية؛ لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه، وهذه البوابة تبرز إسهامات المسلمين في مجالات الحياة الإنسانية والاجتماعية والبيئية، خلال تاريخهم الطويل، وعصورهم المتلاحقة.
ملخص المقال
جهود المنظمات العالمية لحماية البيئة مقال للدكتور راغب السرجاني يوضح فيه الجهود التي بذلت من أجل حماية البيئة والدفاع عنها والحد من تلوثها
تحرك العالم أخيرًا بعد أن أدرك عمق التهديدات المستقبلية للحياة على الكرة الأرضية، وأصبحت اليوم قضية البيئة والثقافة البيئية من القضايا الحيوية التي تشغل الرأي العام والخاص، وبدأت الدول تعقد المؤتمرات وتُبرم المعاهدات وتُصدر التشريعات التي تحدُّ من التلوث.
قد حازت القضايا الخاصة بحماية البيئة نصيبًا وافرًا من الاهتمام في عالمنا المعاصر، ويُمكننا رصد مظاهر هذا الاهتمام من خلال عدد الهيئات الدولية والمحلية التي أُنشئت للدفاع عن البيئة، التي تعكس الازدياد المضطرد للوعي البيئي على المستوى العالمي.
أهم الهيئات والمنظمات العالمية المهتمة بالبيئة:
- برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP[1]):
برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) هو جهة النشاط التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، المعنية بالشئون البيئية، وأُنشئ البرنامج في عام 1972م، ويقع مقره في مدينة نيروبي الكينية، ولدى البرنامج ستة مكاتب إقليمية في مناطق مختلفة من العالم.
يقوم البرنامج بأنشطة الرصد والتقييم والإنذار المبكر في مجال البيئة حول العالم، كما يقوم بتشجيع النشاط البيئي حول العالم، وزيادة الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية، بجانب تقديم المشورة التقنية والقانونية الخاصَّة بالبيئة للحكومات والمنظمات الإقليمية.
كما يصدر عن البرنامج تقريرًا سنويًّا يعرض لأهمِّ التطورات الخاصة بالبيئة على مستوى العالم[2].
قد دشَّن البرنامج موقع إلكتروني على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)؛ لشرح أهدافه، وتوصيل رسالته إلى العالم بكامله -شعوبًا وحكومات- وعنوان الموقع: www.unep.org.
- اللجنة الدولية للتغيرات المناخية:
منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة مختصَّة بالمناخ، وهي تتألَّف من 3000 عالِم من علماء المناخ، والاقتصاد، ومختلف التخصصات.
هي تعتبر الجهة العلمية النافذة في مجال دراسة الاحتباس الحراري وتأثيراته، وقد حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 2007م بسبب مجهوداتها[3].
قد أنشأت المنظمة موقعًا إلكترونيًّا خاصًّا بها على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) بعنوان: www.ipcc.ch.
- الوكالة الأوربية للبيئة (European Environment Agency):
هي وكالةٌ تابعةٌ للاتحاد الأوربي مخصَّصة لإنشاء شبكة رصد لمراقبة البيئة الأوربية وللكشف عن درجة تلوثها، ويحكمها مجلس إدارة يتألَّف من ممثِّلين لحكومات 32 دولة عضو في الاتحاد، وممثِّل للمفوضيَّة الأوربيَّة، واثنان من العلماء يُعينهما البرلمان الأوربي بمساعدة لجنةٍ من العلماء.
قد بدأت الوكالة العمل في عام 1994م، ومقرَّها في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن.
بوصفها هيئة في الاتحاد الأوربي فإنَّ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربيِّ هم أعضاءٌ تلقائيون، إلا إنَّ لائحة المجلس التي أنشأت الوكالة نصَّت على إمكانية أن تكون الدول الأخرى -من خارج الاتحاد الأوربي- أعضاءً فيها، ذلك عن طريق الاتفاقات المبرمة بينها وبين الجماعة الأوربية[4].
للوكالة موقعٌ رسميٌّ خاصٌّ بها على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) بعنوان: www.eea.europa.eu.
- منظمة السلام الأخضر (Greenpeace):
منظمة عالمية غير حكومية تُعنى بشئون البيئة. أُنشئت في عام 1971م في فانكوفر (Vancouver) الكندية، وتُعدُّ من أكبر المنظَّمات المستقلة في العالم؛ حيث بلغ عدد أعضائها ثلاثة ملايين عضو[5].
تقوم منظمة السلام الأخضر بتنظيم الحملات البيئية في المجالات التالية:
الدفاع عن البحار والمحيطات, وحماية الغابات, والحدِّ من انتشار أسلحة الدمار الشامل، وإيقاف التغيُّر المناخي, ومعارضة استعمال المواد التي تُساهم في تلوث البيئة.
كذلك تعمل المنظمة على تغيير السياسات الحكومية والصناعية التي تُهدِّد البيئة، ويستخدم أعضاء منظمة السلام الأخضر وسائل الاحتجاج السلمية؛ وعلى سبيل المثال فقد قام أعضاء منظمة السلام الأخضر في عام 1985م باستخدام سفينتهم للاحتجاج على التجارب النووية الفرنسية في جنوبي المحيط الهادئ، ولكن -للأسف- تمَّ تفجير السفينة في ميناء أوكلاند بنيوزيلندا، ولقي مصورٌ تابعٌ للمنظمة مصرعه. وقد أعلنت الحكومة الفرنسية مسئوليتها عن إغراق السفينة؛ ممَّا أدَّى إلى استقالة وزير الدفاع من منصبه[6].
قد قامت المنظمة بإنشاء موقعٍ خاصٍّ بها على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)؛ بهدف شرح أهدافها، والإعلان عن الفعاليات التي تُنظِّمها، وتحقيق أكبر قدرٍ من التواصل والتعاون مع شعوب العالم، والموقع بعنوان: www.greenpeace.org.
لم تتوقف جهود حماية البيئة على الحكومات والمنظَّمات الرسمية فقط بل امتدَّ الأمر ليشمل المؤسسات الخاصَّة المملوكة للأفراد، ذلك بالطبع من نتاج زيادة الوعي بالمشاكل التي تُواجهها البيئة، والتأكُّد من أنَّ الضرر الناتج عن تلوث البيئة سينعكس على الجميع، ولن يستثني أحدًا سواءٌ من الحكومات أو من الشعوب.
سنضرب هنا مثالًا بما فعلته شركة (والت ديزني) الأمريكية حين أنتجت فيلمًا وثائقيًّا عن حياة الكائنات البرية والبحرية على كوكب الأرض، ولم تكتف الشركة الأمريكية بهذا بل أعلنت أنَّها ستزرع شجرة واحدة من الأشجار المهدَّدة بالانقراض في الغابات المطيرة بالبرازيل مقابل كلِّ مشاهدٍ شاهد الفيلم خلال الأسبوع الأوَّل.
وفقًا لشركة ديزني فقد بلغت حصيلة العرض من شبَّاك التذاكر في الأسبوع الأول 16.1 مليون دولار، وبالتالي تمَّ ترجمة هذا الرقم إلى 2.7 مليون شجرة, وبزراعة هذه الأشجار سيتمُّ استعادة 2.5 مليون فدان في الغابات البرازيلية[7].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]UNEP: United Nations Environment Programme.
[2] الموقع الرسمي للمنظمة على (الإنترنت): www.unep.org.
[3] الموقع الرسمي للجنة على (الإنترنت): www.ipcc.ch.
[4] الموقع الرسمي للوكالة على (الإنترنت): www.eea.europa.eu.
[5] الموقع الرسمي للمنظمة على (الإنترنت): www.greenpeace.org/international.
[6] صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، 18 نوفمبر 2005م، العدد 9852.
[7] صحيفة البيئة الآن الإلكترونية، 5 فبراير 2009م، www.ennow.net.
التعليقات
إرسال تعليقك