ملخص المقال
تشهد جمهورية التشيك حاليا حالة من الجدل جراء تصريحات لرئيس الوزراء السابق ميلوس زيمان هاجم فيها الإسلام ووصفة بدين الكراهية.
قصة الإسلام – رسالة الإسلام
تشهد جمهورية التشيك حالياً حالة من الجدل جرَّاء تصريحات لرئيس الوزراء السابق "ميلوس زيمان" هاجم فيها الإسلام ووصفة بـ"دين الكراهية".
فقد أعربت جهات إسلامية في التشيك عن غضبها من هذه التصريحات، ورفعت إحداها دعوى قضائية ضدَّ زيمان بتهمة التحريض على الكراهية، فيما لاقت تصريحاته قبولاً من قبل أطرافٍ سياسية أخرى في التشيك دون أن تعلن تأييدها لها صراحة.
وفي مقال نُشر على موقع (Prvnizrpavy.cz) مؤخَّراً قال زيمان: إنَّ "الصراع الأساسي في القرن الحادي والعشرين سيكون صراعاً بين الحضارة الأوروأمريكية والحضارة الإسلامية, بين دين المحبة ودين الكراهية" على حدِّ ادعائه، وشدَّد "زيمان"، الذي يرأس كذلك حزب حقوق المواطنين الجديد، على أنَّ الاختيار بين هاتين الحضارتين واجب, وأنَّ تجاهل هذا الأمر هو أسوأ الاختيارات.
وردًّا على هذه التصريحات أعلنت "وكالة ليبرتاس إندبندنت" التابعة للاتحاد الإسلامي في برنو -ثاني أكبر المدن التشيكية- أنها رفعت دعوى قضائية ضد "زيمان".
وقال بيان لوكالة ليبرتاس إندبندنت -المعروفة بمتابعتها الإعلامية في البلاد لما يتمُّ نشره ضدَّ المسلمين: "نعتقد أن مقال زيمان ينطوي على جريمة الحضِّ على كراهية مجموعة من الناس، والتشهير بجماعة أو طائفة عرقية".
أما رئيس الوقف الإسلامي في برنو "منيب الراوي" فنبَّه إلى أنَّ مواقف "زيمان" معروفة وليست جديدة, مشيراً إلى أنها تتَّسم بالعدوانية تجاه العرب والمسلمين.
ويبدو أنَّ الغاية بالنسبة "لزيمان" تبرِّر الوسيلة, فهدفه من هذه التصريحات -حسب الراوي- هو كسب ودِّ بعض اللوبيات, وهو يعلم علم اليقين أنَّه لن يتلقَّى دعم هذه الجهات التي لا يهدأ لها بال إلا بسماع مثل هذا الخطاب الطنَّان الذي يحرِّض على الكراهية, إذ أنه يخدم أجنداتها الخاصة.
وتجرى الانتخابات النيابية التشيكية في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الجاري؛ لتحديد من سيحكم البلاد.
واعتبر القيادي في الحزب الاجتماعي الديمقراطي المرشَّح لتسلم منصب وزارة الخارجية "لوبومير زاؤرالك" أنَّ مبدأ التسامح والاحترام لا بُدَّ أن يسود، ويمكن أن تبرز مخاوف من تأثير دينٍ معينٍ فقط في حالة توسعه بطريقة تتعارض مع قوانين البلاد المتعارف عليها.
ويبلغ تِعْدَادُ مسلمي التشيك نحو (20) ألف نسمة من إجمالي عدد السكان المقدَّر بنحو (10.5) مليون نسمة، وتمكَّنت الأقلِّية المسلمة في عام 2004م من تسجيل الإسلام كديانة معترف بها، وهو ما يضمن لهم الحصول على بعض الحقوق، وليس كافة الحقوق الممنوحة لبقية الديانات المسجَّلة؛ كالمسيحية، واليهودية.
وأُقيمت أول منظمة إسلامية في التشيك عام 1991م تحت اسم "المؤسسة الإسلامية"، وفي عام 1998م تمَّ افتتاح أول مسجد في مدينة برنو، ثمَّ مسجدٍ آخر بعدها بعام في العاصمة براغ.
كما كان هناك محاولات لبناء مساجد في مدن أخرى، خاصة المدن التي تضمُّ منتجعات صحيَّة، وتشتهر بالزبائن العرب، لكن هذه الخطط قوبلت بمقاومة من العامة والكنائس.
وحتى وقتٍ قريبٍ كان المسجدان في براج وبرنو هما الهيئتين الوحيدتين اللتين تمثِّلان مسلمي التشيك، لكن الآن بدأت تظهر منظَّمات جديدة من أجل تلبية احتياجات العدد المتزايد من المسلمين.
التعليقات
إرسال تعليقك