ملخص المقال
تسبب الإعصار "جوستاف" في خسائر لقطاع التأمين في الولايات المتحدة تقدًّر ما بين 6 إلى 10 مليارات دولار على شكل تعويضات.
ضرب الإعصار "جوستاف" سواحل خليج المكسيك في 1 سبتمبر 2008م، بقوة أقل من تلك التي ضرب بها الإعصار "كاترينا" قبل ثلاثة أعوام، وإن كانت تداعياته الاقتصادية السلبية على الاقتصاد الأمريكي أقوى من تلك التي وقعت عام 2005م. وبالرغم من اتفاق الاقتصاديين، بأن إعصارًا أو غيره من الكوارث الطبيعية يمكنه في الواقع، وعلى المدى الطويل، أن يساعد في إنعاش الاقتصاد بفضل تعويضات قطاع التأمين والمساعدات الاتحادية من قبل الحكومة، إلا أنهم يرون أن تداعيات الإعصار من دمار وتعطيل للمنشآت الحيوية وعلى المدى القصير، قد يسبب هزة قوية للاقتصاد. وقالت مؤسسة EQECAT التي تقدر خسائر قطاع التأمين، إن "جوستاف" قد يتسبب بخسارة هذا القطاع بين 6 إلى 10 مليارات دولار بشكل تعويضات. وهذا الرقم يعتبر جزءًا بسيطًا من الخسائر التي تكبدتها شركات التأمين والتي بلغت 41 مليار دولار إبَّان الإعصار "كاترينا"، إلا أنه يعتبر كافيًا ليحتسب من بين أسوأ عشرة أعاصير كبدت الاقتصاد الأمريكي خسائر. غير أنه وبالرغم من التقديرات المتدنية للخسائر، فإن الاقتصاد الأمريكي- الذي يعاني أصلاً من أزمة الرهن العقاري وأزمة الائتمان وارتفاع البطالة- يعتبر مصدر قلق رئيسي للخبراء الذين يعكفون على تخمين الأضرار التي ستنتج عن الإعصار "جوستاف"
وقال كبير الاقتصاديين في مؤسسة "ستاندرد آند بورز" ديفيد وايز: "حتى لو تسبب بأضرار يبلغ حجمها عشرة مليارات دولار، فإن ذلك ليس بذي شأن على مجمل الاقتصاد، غير أنه يزيد من معاناة الاقتصاد". وقال إن هذا الواقع سيساهم في تواصل حالة الركود حتى نهاية العام الحالي 2008م. ومن المخاوف الأخرى التي يحذر الاقتصاديون من آثارها على مجمل الاقتصاد الأمريكي، هي المخاطر التي تهدد أسعار الطاقة واحتمال قفزها لمستويات قياسية مع اقتراب موسم الشتاء، معيدين للأذهان ما جرى في فترة كارثة إعصار "كاترينا". وإلى جانب تداعيات الإعصار على أسعار الطاقة، فإن الاقتصاديين قلقون في المقابل على حركة التصدير التي تشكل أحد أعمدة الاقتصاد الأمريكي، خاصة صادرات البلاد من المنتجات الزراعية التي قد تتعطل بشكل كبير جراء الإعصار. ويشير وايز إلى أن أبرز المرافئ التي تصدر من خلالها المنتجات الأمريكية تتركز في نهر الميسيسيبي وقرب نيو أورليانز، وأن المرافئ في هذه المناطق قد تستغرق بعض الوقت قبل مواصلة أعمالها كالمعتاد في أعقاب الإعصار. يُذكر أن شركات الطاقة العاملة في خليج المكسيك كانت قد أوقفت عمليات إنتاج النفط والغاز، بالإضافة إلى إنهائها عمليات الإجلاء لموظفيها العاملين في هذه المنشآت، قبل اقتراب الإعصار "جوستاف" من سواحل المنطقة التي تضم 40 % من طاقة تكرير النفط الأمريكية، كما أنها تمد الولايات المتحدة بربع حاجتها من النفط الخام. CNN العربية 2 / 9 / 2008م
التعليقات
إرسال تعليقك