د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
أكد الدكتور راغب السرجاني أن إسهامات الأمة الإسلامية الثقافية والعلمية ساعدت بشكل كبير الغرب على التقدم الذي وصلت له الآن
أكَّد الدكتور راغب السرجاني الأستاذ بكلية طب قصر العيني الحاصل على جائزة الدولة التقديرية في التاريخ الإسلامي، أن إسهامات الأمة الإسلامية الثقافية والعلمية تعرَّضت لحملة سرقة كبيرة من دول غربية، مشيرًا إلى أن تلك الإسهامات ساعدت بشكلٍ كبيرٍ الغربَ على التقدم الذي وصلت له الآن.
وقال السرجاني في ندوة مساء الجمعة بنقابة أطباء الإسكندرية تحت عنوان "ماذا قدَّم المسلمون للحضارة الإنسانية": إن الأمة الإسلامية تعاني الآن أشد لحظات تراجعها، مطالبًا بضرورة تعديل المفاهيم، وتغيير الموازين الفكرية، وعدم الانبهار الشديد بالغرب وباختراعاتهم، وبالعمل الجاد للعودة بتلك الحضارة الإسلامية العريقة إلى الصدارة.
وأضاف أنه رغم أن الإسلام سبقه عشرات الحضارات إلا أن منهج الإسلام الحضاري هو الوحيد الذي استطاع إسعاد البشرية، مشيرًا إلى أن أوربا في الفترة 1479م إلى 1499م تم محاكمة أكثر من 30 ألف عالم، وتم إعدامه وإحراقه، خاصةً ممن نادوا بحركة الأرض، في الوقت الذي سبقتهم فيها الأمة الإسلامية بالحديث عن ثبات الأرض أو تحركها.
كما أوضح السرجاني أن المسلمين هم أصحاب أول مكتبة عامة، ودروس عامة للناس، مشيرًا إلى أن المسلمين ابتكروا المحاضرات العامة، وكان منهم من يجلس ليحاضر في مائة ألف، وأن المسلمين ألحقوا المكتبات العامة بأجنحة لمبيت طلاب العلم والقرَّاء المسافرين من دول أخرى، وأخذت الدولة على عاتقها إكرامهم والصرف عليهم وعلى إقامتهم.
وأكد أن علماء الأمة الإسلامية هم مَن أسسوا لمفهوم الأمانة العلمية في النقل، واشتهر لديهم علم السند، وأسندوا الكتابات إلى أصحابها وإلى قدرهم العلمي.
وقال السرجاني: إن الإسهامات العلمية والثقافية الإسلامية تعرضت لحملة كبيرة من السرقة، وإن ما أسموه علماء غربيين اكتشافات لم تكن سوى ترجمة حرفية لكتب المسلمين التي تم سرقتها والاستيلاء عليها من مكتبات العراق والأندلس؛ "فعلى سبيل المثال وبعد عام 1924م عرف العالم أن مكتشف الدورة الدموية الصغرى هو الحسن بن الهيثم، بعدما ظن الناس عقودًا طويلة أن مكتشفها هو سرفينوس، وابن الهيثم أيضًا هو مكتشف قوانين الحركة، وذكرها في كتبه ومخطوطاته بمكتبة الأسكوريال بألمانيا من قبل نيوتن بـ 600 عام، في الوقت الذي يظن فيه العَالَم أن نيوتن هو مكتشف هذه القوانين، والادعاء بأن مؤسس علم الاجتماع هو أوركاين بدلاً من مؤسسه الحقيقي ابن خلدون، وفي علم البصريات الفصل الخامس على سبيل المثال من كتاب روجر بيكون عبارة عن ترجمة حرفية لكتاب البصريات لابن الهيثم.
التعليقات
إرسال تعليقك