المسلمون الجدد
قصة هداية ورشاد
قصص المسلمين الجدد مثيرة للغاية وتبعث على التأمل والتفكر، وتؤكد هذه القصص بما لا يدع مجالًا للشك أن الدين عند الله الإسلام، وأن الإسلام هو الحق وهو دين الفطرة، ومهما حاول أعداء الإسلام إطفاء نوره فلن يستطيعوا؛ إذ الله متم نوره ولو كره الكافرون، وقصص المسلمين الجدد أكبر شاهد على ذلك، وهذه البوابة ترصد المسلمين حديثي الدخول في الدين من الديانات والملل الأخرى، سواء كانوا مشاهير من سايسيين الرياضيين أو فنانين أو علماء أو مفكرين أو شخصيات عامة، تعرض قصة إسلامهم، كيف تعرفوا على الإسلام؟ ولم اعتنقوه؟ وما العوائق التي قابلتهم في رحلة الهداية.
ملخص المقال
قصة إسلام جان باتيست أهونيمو Jean-Baptiste Ohnimo القس البنيني الذي كان يقلقه سرعة انتشار الإسلام برغم تكاتف الجميع لوقف انتشاره.. فما قصة إسلامه؟ وما إسهاماته؟
هو جان باتيست أهونيمو Jean-Baptiste Ohnimo من دولة بنين، حاصل على ليسانس في علم اللاهوت، وقد عزم منذ أن كان طالبًا في مدرسة اللاهوت على أن يعمل مخلصًا لنشر النصرانية في ربوع الدنيا.
فبعد أن أصبح قسًّا مرموقًا ترك كل ما يتمتع به من مناصب وألقاب، وترك بلده بنين مهاجرًا إلى (غينيا كوناكري)؛ ليؤدي مهمته المنوطة به؛ حتى يرضى عنه القائمون على أمر الكنيسة الكاثوليكية، والمسئولون عن التنصير في إفريقيا.
وكان يهتمُّ بحضور المحاضرات والمناظرات ليعرف أفكار رجال الدعوة الإسلامية، ومدى ثقافتهم، وليعرف توجُّهات الحركات والدعوة الإسلامية داخل القارَّة؛ ليعمل على الوقوف أمام مسالكها حتى تتم الغلبة للنصرانية.
ولكن ما كان يقلق (جان باتيست أهونيمو) هو سرعة انتشار الإسلام برغم تكاتف جميع الهيئات الصليبية والصهيونية، وغيرها من الهيئات لوقف انتشاره.
قصة إسلام جان باتيست أهونيمو
بدأت قصته مع الإسلام عندما ذهب إلى حضور مناظرة بين مسلم ونصراني، فوجدها فرصة ليتعرَّف من خلالها على ما يدور في أذهان المسلمين.
وجد (جان باتيست أهونيمو) أن المسلم هادئ النفس، وتحدث عن عيسى -عليه السلام- وعن أمِّه العذراء مريم البتول، وجاءت الشواهد على صدق حجَّة المسلم من سورة مريم، قرأ آياتها على مسمع من الجميع، في كلامٍ يحمل الإعجاز، لا لبس فيه ولا غموض.
إن هذا ليس من كلام البشر، إنه كلام {لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42].
وتلا آيات من سور أخرى، جعلت (جان باتيست أهونيمو) يقتنع بأن الإسلام هو دين الله الحق، ولم تأتِ هذه القناعة من فراغ، وإنما كانت تتويجًا لما بذله في أيامه الأخيرة من مقارنة بين الأديان؛ يقول في ذلك: "إنني قمتُ بمقارنة بين القرآن الكريم والإنجيل قبل إسلامي، فوجدتُ القرآن أهدى سبيلاً". ويقول أيضًا: "لقد اقتنعتُ أثناء هذه المناظرة بسورة مريم وسور أخرى بأن الإسلام هو دين الحقِّ". بعد ذلك أعلن إسلامه وغيَّر اسمه من (جان باتيست أهونيمو) إلى (إبراهيم أهونيمو)(1).
إسهامات جان باتيست أهونيمو
بعد أن اعتنق (جان باتيست أهونيمو) الإسلام وجد أن عليه أمانة أمام الدين الجديد، ومسئولية تدفعه إلى الدعوة إليه، فأصبح الآن داعيةً في مكتب لجنة مسلمي إفريقيا (بغينيا كوناكري)، وقام بجولات في دول القارة الإفريقية يدعو فيها للإسلام؛ حيث ذهب إلى ساحل العاج، وذهب إلى توجو، وذهب إلى النيجر(2).
المصدر: كتاب (عظماء أسلموا) للدكتور راغب السرجاني.
(1) محمد عبد العظيم علي: سر إسلام رواد الفكر الحر في أوربا وعلماء الدين المسيحي الأجلاء ص135، 136.
(2) المصدر السابق ص136، 137.
التعليقات
إرسال تعليقك