د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
للحضارة الإسلامية مكانة عظيمة، حيث ساهمت في كافة مجالات الحياة العلمية منها والثقافية، وهذا ما نتعرف عليه من الدكتور راغب السرجاني
قبل الإسلام وقبل نزول الوحي الإلهي على رسول الله محمد r، كان العالم يموج بحضارات عالمية شهيرة، منها الرومانية والفارسية والهندية واليونانية والصينية والعرب في الجزيرة العربية، وقبيل البعثة النبوية كانت تلك الحضارات قد وصلت إلى أحط درجات المدنية، على الصعيد الأخلاقي والإنساني والاجتماعي من تجارة العبيد وظلم المرأة والحروب اللا أخلاقية ووأد البنات، والطبقية الاجتماعية بين الشعوب، وفي الحديث الشريف: "... وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ".
وأمام حاجة البشرية إلى هدي إلهي رباني يُعيد إلى البشرية إنسانيتها، أخرج الله رسوله محمد r بشريعة الإسلام؛ لتكون هداية للعالمين، فأحدث الإسلام بمنهجه الرباني نقلة نوعية عالية في الجزيرة العربية، أخرجت الناس من ظلمات الجهل إلى نور الإسلام، وأصبح العرب بعد أن كانوا جفاة القلوب والعقول، أصبحوا فاتحي البلاد وناشري نور الحق، وصانعي الحضارة والمدنية، والتي ما زالت آثارها شاهدة عليها إلى يومنا هذا، وإلى أن تقوم الساعة.
وأمام هذه الحقائق كانت هذه المحاضرة الجديدة لفضيلة الأستاذ الدكتور راغب السرجاني -المشرف العام على موقع قصة الإسلام أثناء زيارته الرسمية لدولة السودان الشقيق خلال الفترة من 20مايو وحتى 25 مايو 2010م،- حيث أبان تلك الحقائق، كما أوضح أن هذا المشروع لم يكن منحصرًا في شبه الجزيرة العربية فقط، بل في العالم كله؛ حيث نشر المسلمون مشروعهم الحضاري التكاملي العالمي إلى ربوع الدنيا، فاتحين به قلوب الناس قبل بلادهم، حتى وصلوا إلى جبال الهيمالايا والتبت ونشروا الإسلام في الصين وغيرها، وكان ذلك في القرن الأول الهجري فقط.
ولم يكن المشروع الحضاري الإسلامي مقتصرًا على جانب دون آخر، بل تميز بالشمولية والتكاملية، فقدم للعالم الإنجازات والابتكارات العلمية الفريدة في كافة المجالات في الطب والصيدلة والرياضيات والهندسة والفيزياء والكيمياء والجغرافيا وغيرها الكثير، وما زال العالم يشهد على عظمة تلك الإنجازات التي يدين للإسلام بها.
وجدير بالذكر أنه في الوقت الذي كانت عواصم الغرب في باريس وروما وأثينا تعيش حالة من الانعدام الحضاري والتخلف العلمي ومحاربة العلم، كانت عواصم المسلمين في قرطبة وبغداد والقاهرة وصقلية والقيروان تعيش حالة من الانتعاش الحضاري والعلمي في كافة فروع العلم والمدنية.
كما يذكر الدكتور راغب مدى حاجة العالم الآن إلى الإسلام؛ ليخرج من أزمته الحالية، سواء على الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بعد أن داهمت الأزمة العالمية الاقتصاد العالمي، وهذه المهمة -بلا شك- تحتاج أكثر ما تحتاج إلى جهد جهيد من المسلمين؛ ليصل ذلك المشروع الحضاري الإسلامي إلى ربوع الدنيا. لتحميل المحاضرة:
التعليقات
إرسال تعليقك