ملخص المقال
كان خارجة بن زيد بن ثابت ثقة كثير الحديث، وأحد الفقهاء السبعة في المدينة، كما كان يفتي الناس في زمانه، ويقسم بينهم المواريث من النخل والأموال.
خارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنه، من التابعين المحدثين الأجلاء، وأحد الفقهاء السبعة الذين كانوا يُسألون في المدينة وينتهي الناس إلى قولهم في أمور العبادة والشريعة، وقد اتفق أصحاب السير والتراجم مثل: ابن سعد، وابن عساكر، والذهبي، وغيرهم على جلالته وإمامته وعظم قدره وارتفاع منزلته.
نسب خارجة بن زيد بن ثابت ومولده
خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري النجاري، أبو زيد المدني من بني النجار، وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع النقيب، كان تابعيًا جليل القدر وأحد فقهاء المدينة السبعة، قال البخاري: إنه أدرك زمان عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقال الزركلي: إنه وُلِد سنة 29هـ= 650م.
وكان لخارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنه من زوجته أم عمرو بنت حزم، أولاد، هم: زيد، وعمرو، وعبد الله، ومحمد، وحبيبة، وحميدة، وأم يحيى، وأم سليمان، أما إخوته فهم: سليمان، وسعد، ويحيى، وسليط، وعبد الرحمن، وعبد الله، وقتلوا كلهم يوم الحرَّة سنة ثلاث وستين من الهجرة، وكان خارجة بن زيد بن ثابت أجلَّ إخوته رضي الله عنه.
مكانة خارجة بن زيد بن ثابت العلمية
كان خارجة بن زيد بن ثابت -رضي الله عنها- من فقهاء المدينة وعقلائهم وعباد التابعين وعلمائهم، وكان يفتي الناس في المدينة في زمانه، ويقسم بينهم المواريث من النخل والأموال، قال مصعب بن عبد الله: كان خارجة بن زيد، وطلحة بن عبد الله بن عوف في زمانهما يستفتيان وينتهي الناس إلى قولهما، ويقسمان المواريث من الدور والنخل والأموال بين أهلها، ويكتبان الوثائق للناس.
وقال عنه عبد الرحمن أبي الزناد، عن أبيه: إنه كان من الفقهاء السبعة الذين يُسألون بالمدينة، وينتهى إلى قولهم، وهؤلاء الفقهاء السبعة هم، سعيد بن المسيب، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعروة، والقاسم، وعبيد الله بن عبد الله، وخارجة بن زيد، وسليمان بن يسار.
وروى: الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، قال: كان الفقه بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في: خارجة بن زيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وعروة، والقاسم بن محمد، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك بن مروان، وسليمان بن يسار.
وقول عبيد الله بن عمر ذلك يعني أنهم كانوا علماء متمكنين في الدين وكانوا أعلام زمانهم ومنهم خارجة بن زيد بل هو أول من ذكر فيهم رضى الله عنه.
العلم في حياة خارجة بن زيد بن ثابت
تلقى خارجة بن زيد العلم على أيدي جمع كبير من الصحابة رضي الله عنهم، وتلقى العلم عنه جمع كبير من التابعين والمحدثين وقد كان رضى الله عنه أحد فقهاء المدينة السبعة، وهو تابعي، وكان الناس يقصدونه ليسألوه ويستفتونه في المواريث خاصة والتي كان بارعا بها لبراعته فيها كأبيه زيد بن ثابت رضي الله عنه.
وكان خارجة بن زيد بن ثقة، كثير الحديث؛ فروى عن: أبيه، وعمِّه يزيد، وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه، وأمه أم سعد، وأم العلاء الأنصارية، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وقد روى عنه: ابنه سليمان، وابن أخيه سعيد بن سليمان، وتلميذه أبو الزناد، وسالم أبو النضر، وآخرون.
وفاة خارجة بن زيد بن ثابت
عن خارجة بن زيد بن ثابت -رضي الله عنها- قالت: رأيت في المنام كأني بنيت سبعين درجة فلما فرغت منها تدهورت وهذه السنة لي سبعون سنة وقد أكملتها فمات فيها، في سنة مائة من الهجرة في خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بـ المدينة، وصلى عليه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وقيل: توفي سنة تسع وتسعين، ولما بلغ عمر بن عبد العزيز موته صفق بيديه واسترجع وقال: "ثلمة والله في الإسلام"[1].
[1] ابن سعد، أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء البصري البغدادي: الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1410هـ=1990م، 5/ 201، 202، البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة: التاريخ الكبير، طبع تحت مراقبة: محمد عبد المعيد خان، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد – الدكن، 3/ 204، ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله: تاريخ دمشق، تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415هـ=1995م، 15/ 389، 398، 329. ابن خلكان، أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر البرمكي الإربلي: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، الجزء الثاني، 1900، الجزء السابع، 1994م، 2/ 223، الذهبي، أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز: تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام، تحقيق: بشار عوّاد معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، 2003م، 2/ 1087، الذهبي، أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز: سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناءوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة، 1405هـ=1985م، 4/ 437، 439.
التعليقات
إرسال تعليقك