ملخص المقال
مولد الخليفة الفاطمي المستنصر، مولده، توليه الحكم, وفاته!
ثامن حكام الدولة الفاطمية الخبيثة، المستنصر بالله أبو تميم معد بن الظاهر لإعزاز دين الله علي بن الحاكم أبي علي منصور بن العزيز بن المعز العبيدي الفاطمي، وُلد 17جمادى الآخرة420هـ الموافق 3 من يوليو1029م، وأصبح الخليفة في شعبان سنة427هـ أي وهو في السابعة وذلك على قاعدة توريث الأمر لأكبر الأبناء عند الدولة الفاطمية.
بلغت الخلافة الفاطمية المصرية في النصف الأول من حكم المستنصر أوج عظمتها وأقصى اتساعها فامتدت من المحيط الأطلسي إلى العراق وتوجت هذه القوة والعظمة بأن استولى أحد أتباع الفاطميين وهو البساسيري على بغداد، وألزم الخليفة العباسي «القائم بالله» الخروج منها وذلك سنة 450هـ وخُطب للمستنصر على منابر العراق، فكان أول وآخر خليفة فاطمي ينال هذه المنزلة.
وفي عهد المستنصر أصيبت مصر بأخطر مجاعة في تاريخها استمرت سبع سنوات من سنة 457هـ حتى سنة 464هـ عرفت باسم الشدة العظمى أو الشدة المستنصرية، تدهورت فيها أحوال مصر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تدهورًا خطيرًا حتى وصل سعر رغيف الخبز في بعض الأوقات لألف دينار، وأكل الناس الكلاب والقطط، وتزايدت المجاعة على الناس حتى أكلوا الموتى وخطفوا الصغار، ثم آل الأمر إلى أن باع المستنصر كل ما في قصره من أثاث ومتاع وصار يجلس على الحصير، وقطعت الخطبة للمستنصر في مكة والمدينة وخطب للخليفة العباسي في سنة 462هـ، وتوالى انفصال أجزاء الدولة فانفصل شمال أفريقيا كله أيام المعز بن باديس الذي خطب للعباسيين، واستولى النورمان على صقلية وكانت تتبع المستنصر.
في سنة 466هـ تفاقم الحال واضطربت أمور المستنصر بشدة واختلت الأمور في يده واقتتل عناصر الجيش الأتراك من ناحية والمغاربة من ناحية والسودان من ناحية ثالثة، فاستدعى المستنصر واليه على عكا «بدر الجمالي» وفوض إليه إدارة البلاد فلبى الدعوة وتولى بعد مجيئه أمور مصر كلها ومن يومها تلاشت سلطة الخليفة الفاطمي.
وظل المستنصر في منصبه ستين سنة متصلة، لذلك فهو يعد أطول من حكم بلدًا مسلمًا في تاريخ الأمم المسلمة، وقد اختتم عهده بمشكلة كبيرة للمذهب الفاطمي والدولة الفاطمية إذ عدل عن تولية ولده الأكبر نزار والذي كان يجب أن يتولى الأمر بعده كما تنص عقيدة الفاطميين المنحرفة، وجعل ولده المستعلي خليفته وذلك تحت تأثير وزيره «بدر الجمالي» وهو في نفس الوقت خال المستعلي، وهذه الخطوة أدت لانقسام الفاطمية الإسماعيلية منذ ذلك الحين إلى فرقتين:
1- الإسماعيلية النزارية. 2- الإسماعيلية المستعلية.
وهذا الشقاق كان بداية انهيار الدولة الفاطمية.
وقد هلك المستنصر في 18 من ذي الحجة 487هـ.