ملخص المقال
الجهود التي بذلت لإيجاد مشترين لبنك ليمان براذرز الأمريكي فشلت؛ مما يفتح الباب أمام إشهار إفلاس البنك.
حذت البنوك المركزية في أوروبا وآسيا حذو مجلس الاحتياطي الاتحادي «البنك المركزي الأمريكي» بمحاولة دعم الأسواق التي تترنح تحت وطأة انهيار بنك ليمان براذرز وبيع بنك ميريل لينش المتعثر. وهبط الدولار والأسهم في آسيا وأوروبا بشدة وقفزت السندات التي تمثل ملاذاً آمنًا بعد أن أخفقت محادثات طارئة جرت في مطلع الأسبوع في إنقاذ بنك ليمان الذي تأسّس قبل 158 عامًا من أن يصبح أحدث ضحية لأزمة الائتمان التي اندلعت منذ 13 شهرًا. وتحسبًا لمواجهة تقلبات حادة خلال الأسبوع أعلن مجلس الاحتياطي إجراءات طوارئ في 14 سبتمبر 2008م من بينها قبول أوراق مالية كضمان لقروض نقدية وذلك للمرة الأولى في تاريخه الذي يعود إلى 90 عامًا. وقالت بنوك مركزية في دول أخرى من مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إنها تتابع الأسواق عن كثب وتقف على أهبة الاستعداد للتحرك. وقال مصدر في بنك اليابان المركزي لرويترز «إننا نراقب تطورات السوق المالية وعلى اتصال مع البنك المركزي الأمريكي والسلطات في دول أخرى». وأعلن البنك المركزي الأوربي أنه مستعد للمساهمة في ضمان انتظام أحوال العمل في السوق النقدية باليورو بينما قال بنك إنجلترا المركزي إنه سيتحرك إذا تطلب الأمر. وكان «ليمان براذرز» رابع أكبر بنك في الولايات المتحدة تكبد خسائر تقدر بمليارات الدولارات بسبب استثماراته في سوق الرهن العقاري الأمريكية. وذكرت صحيفة واشنطن بوست على موقعها الإلكتروني في 15 سبتمبر، أن الجهود التي بذلت خلال اليومين الماضيين لإيجاد مشترين لبنك ليمان براذرز فشلت؛ مما يفتح الباب أمام إشهار إفلاس البنك. وفي صفقة أعلنت في 14 سبتمبر 2008م وافقت مجموعة ميرل لينش على عرض الاستحواذ المقدم من بنك أوف أمريكا كورب مقابل 50 مليار دولار تسدد قيمتها في صورة أسهم. وجاء انهيار ليمان براذرز بعد مرور أكثر من سنة على انفجار أزمة خسائر القروض عالية المخاطر في قطاع التمويل العقاري بالولايات المتحدة الصيف الماضي التي كبدت المؤسسات المالية خسائر باهظة. كما استبعد بنك باركليز البريطاني التقدم بعرض للاستحواذ على منافسه الأمريكي المتعثر ليمان براذرز، مؤكدًا أن شراء البنك الأمريكي لا يخدم مصالح مساهمي باركليز. وذكر باركليز في بيان «نحن نؤكد أن باركليز درس الاندماج مع ليمان براذرز ولكنه لم يمض قُدمًا لأنه أصبح من غير المتحمل التوصل إلى صفقة تحقق أفضل مصالح مساهمي باركليز». ويبلغ عدد موظفي ليمان براذرز في بريطانيا حوالي 5000 موظف، حيث يوجد مقر رئاسة الفرع في كناري وارف بلندن ومكاتبه في هاي ويكومبي بمقاطعة ببكنج هامشاير شمال غرب لندن. في هذه الأثناء واجه النظام المالي الأمريكي المضطرب أزمة لم يسبق لها مثيل، وفي يوم أحد أسود لوول ستريت وافقت 10 من أكبر بنوك العالم أيضًا على تكوين صندوق للطوارئ بقيمة 70 مليار دولار يكون من حق أي من هذه البنوك الحصول على ثُلث هذه القيمة. ومن ناحية أخرى ذكرت تقارير صحفية أن مجموعة أمريكان إنترناشونال جروب للتأمين المتعثرة طلبت من المركزي الأمريكي منحها قرض إنقاذ. وسيصبح بنك ليمان أشهر حالة لإشهار الإفلاس في وول ستريت منذ انهيار مؤسسة دركسل برنام لامبرت المتخصصة في السندات عالية المخاطر في عام 1990م. وفي سياق ذي صلة اعتبر الرئيس السابق للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي آلان جرينسبان أن الأزمة المالية الراهنة هي الأخطر منذ 50 عامًا وعلى الأرجح منذ قرن، موضحًا أن حل هذه المشكلة ما زال بعيدًا. الوقت البحرينية 16 / 9 / 2008م
التعليقات
إرسال تعليقك