ملخص المقال
مسلسلات رمضان - أعلم أن نسبة كبيرة من المصريين لا تشاهد مسلسلات رمضان، ولكني أردت أنه أنبه للمسخرة المستمرة في هذه المسلسلات.. فما مسخرة مسلسلات رمضان؟
أعلم أن نسبة كبيرة من المصريين لا تشاهد مسلسلات رمضان وتتفرغ للعبادة، والبعض منهم قد يستغرب أن أتحدث عن هذا الغثاء السنوي الذي يسمُّونه (مسلسلات رمضان)! ولكني أردت أنه أنبه للمسخرة المستمرة في هذه المسلسلات، والتي تضطر الكثير من الأسر لمتابعتها في رمضان وبعد رمضان، وحجم القيم الفاسدة التي تنقل للأسر عبر هذه المسلسلات وتهدم جبالاً من أخلاق وقيم المصريين؛ لأنها تدخل كل بيت من باب الدراما الاجتماعية، بينما المكان الأنسب لمشاهدتها هو المراحيض العمومية.
لا أفهم سر الإصرار على إقحام منتجي هذه الدراما لمشاهد جنسية فجّة وتعبيرات جنسية وقحة في حوارات الممثلين ولو على سبيل الإضحاك مثل أحاديث غرف النوم والسرير! بخلاف الملابس الخليعة، والمخدرات والرقص، والأعجب أنني فوجئت أن بعضهم يشتكي من حذف مشاهد أخرى لهم؛ بسبب الجراءة وتعمدها الإثارة!!
وليت الأمر مقصورًا على هذا الغثاء الجنسي الفج والعبارات الفاضحة القذرة التي يجري تمريرها بحجة "الحبكة الدرامية"، ولكن منتجي هذه المسلسلات (مسلسلات رمضان) لا يزالون مستمرين في نفس ثنائية (الجنس - الإسلاميين)، فلا يكتفون بإفيهات وعبارات جنسية رخيصة، وإنما يعرضون نفس الشخصية النمطية لرجل الدين أو المتدين صاحب اللحية الذي يرتدي جلبابًا أبيض، ولكنه في رمضان عضو أيضًا في البرلمان -لزوم مواكبة نتائج انتخابات الثورة-، ويصل إلى موقعه بالرشوة والضحك على البسطاء!
ناهيك عن مشاهد التدخين وشرب المخدرات والخمور، والتي نال بعضها نصيبًا لا بأس به من اعتراضات الرقابة هذا العام في الكثير من المسلسلات، وتبارى غالبية ممثلات هذه المسلسلات في مشاهد العري والإسفاف بدعاوى أنهن يتقمص شخصيات سلبية في المسلسلات!!
ما هذا الغثاء وهذا القرف؟! ألم يسمع هؤلاء الناس الذين يؤلفون هذه المسلسلات (مسلسلات رمضان) أو الذين يخرجونها أن هناك ثورةً حدثت؟ أليس ألف باء هذه الثورات هو أن يقوم الإعلام وكل ما له علاقة بالفن والدراما بمسايرة الثورة ومحاربة الفساد بأشكاله، وإبراز أجمل ما في ثورة 25 يناير ورفع قيم المواطن بعدما هبط بها إعلام النظام السابق لأسفل درك؟!
هؤلاء المؤلفون والمنتجون والممثلون الذين يشاركون في جريمة عرض مسلسل ساقط من هذه النوعية -بخلاف الجاد منها- هم من فلول النظام السابق الذين يتحركون بنفس العقلية المرضية لإفساد عقول المصريين ولهونا، بدلاً من نقلنا إلى رحاب أجواء فنية أرقى نتغلب بها على الانهيار الأخلاقي والقيمي الذي ساد في العهد السابق.
عندما قامت ثورة 23 يوليو 1952م سخر نظام عبد الناصر كل أدواته للسخرية من الظلم والفساد الذي كان سائدًا في عهد الباشوات، وسعى لتقوية عزيمة الشعب في حربه ضد الاستعمار الأجنبي، وما زلنا نعيش على هذه الأفلام والمسلسلات (أبيض وأسود) وعلى أغاني ثورة 23 يوليو، ولكن مطربي هذا الجيل فشلوا في إنتاج أغنية وطنية واحدة تضارع أغاني عبد الوهاب أو غيرها، ولم نرَ إلا أغاني تافهة أو ضعيفة.
نحتاج إلى وزارة "إرشاد" جديدة لا "إعلام"، توجِّه الإعلام والإنتاج الفني إلى قضايا الوطن، لا هزّ الوسط والمسخرة التي يسمونها "دراما رمضان"!!
التعليقات
إرسال تعليقك