ملخص المقال
ردود الأفعال العربية والعالمية الرسمية والشعبية على الحرب الأمريكية على أفغانستان
لم تكن المواقف من الحرب الأمريكية على أفغانستان شديدة التباين، فالموقف العالمي بدا مساندا للولايات المتحدة في حربها على ما اسمته بالإرهاب، أما الدول العربية فالأغلب أيد هذه الحرب، بل إن بعض منها عرض المساعدة والعون علي القوات الأمريكية الغازية، ولكن القليل رفض هذه الحرب علي استحياء.
أولاً: الموقف العربي والإسلامي من الحرب على أفغانستان
الجامعة العربية
دعت جامعة الدول العربية إلى ضبط النفس وعدم توسيع المواجهة، وذلك غداة عمليات القصف الأميركي والبريطاني على أفغانستان. وقال أمينها العام "عمرو موسى" في تصريحات للصحفيين في اليوم التالي لبدء الضربات العسكرية "نرجو ونطالب بألا يتطور الاستخدام العسكري إلى المساس بأي دولة عربية".
دول الخليج
عقد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اجتماعا طارئا في جدة 23 سبتمبر2001؛ لبحث الأوضاع في المنطقة. ولكن المجلس الوزاري لم يحدد ما إذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي ستمنح تسهيلات عسكرية إضافية للولايات المتحدة.
مصر
أعلن الرئيس المصري حسني مبارك بعد يومين من بدء الغارات الأميركية أن مصر تؤيد الضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد أفغانستان.
السعودية
وافقت السعودية على السماح للطائرات الأميركية باستخدام أجوائها في حال قيامها بأي عملية ضد أفغانستان إلا أن وزير الدفاع السعودي عاد ونفى يوم السبت 29 سبتمبر/ أيلول موافقة بلاده على السماح للقوات الأميركية باستخدام قاعدة الأمير سلطان الجوية لضرب بن لادن وأتباعه في أفغانستان.
إيران
أعربت إيران عن قلقها إزاء العمليات العسكرية الأميركية الواسعة ضد أفغانستان واعتبرتها غير مقبولة. وأدان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي الهجمات على أفغانستان.
منظمة المؤتمر الإسلامي
عقد وزراء خارجية الدول الـ57 الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي اجتماعا طارئا في الدوحة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول لتبني موقف جماعي من "الإرهاب" بعد الهجمات التي ضربت الولايات المتحدة. وطالب أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الجلسة الافتتاحية بنشر أدلة كافية ضد الجناة في هذه الهجمات لتقتصر العمليات العسكرية عليهم دون سواهم. ودعا الشيخ حمد المنظمة الإسلامية إلى إنشاء صندوق لمساعدة الشعب الأفغاني, معلنا تبرع قطر بعشرة ملايين دولار له.
علماء المسلمين
وقد اتفقت فتاوى علماء الإسلام من كل المذاهب في العالم العربي على تحريم المشاركة في أي عمل عسكري ضد أفغانستان. فقد أصدرت رابطة علماء فلسطين فتوى تحرم على الدول الإسلامية التعاون أو التحالف العسكري مع الولايات المتحدة لضرب أي بلد مسلم. وأكدت في الوقت نفسه حرمة قتل الأبرياء الآمنين من المدنيين أيا كانت هويتهم.
كما أفتى الشيخ يوسف القرضاوي بتحريم تعاون الدول الإسلامية مع دولة أخرى لضرب دولة مسلمة، وطالب الدول الإسلامية أن تتأكد من أن أفغانستان أو أي دولة مسلمة هي المسؤولة عن الهجمات على الولايات المتحدة قبل التحالف معها.
وحذر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الولايات المتحدة من معاقبة أي طرف قبل أن يكون لديها أدلة حاسمة، وأدان طنطاوي الهجمات على واشنطن ونيويورك معتبرا إياها عدوانا وأن للولايات المتحدة الحق في إنزال العقوبة بمرتكبها فقط وبعد ثبوت قطعي للأدلة ضده. وقال طنطاوي في مؤتمر صحفي عقده مع المراسلين الأجانب "من حق كل دولة أن تدافع عن نفسها ضد من يعتدي عليها إلا أن الشريعة الإسلامية تقول يجب أن توقع العقوبة على مرتكب الجريمة وألا توقع العقوبة إلا إذا ثبتت ثبوتا قاطعا بأن فلانا قد ارتكب هذه الجريمة".
وأصدر الشيخ محمد حسين فضل الله أحد كبار المرجعيات الشيعية فتوى حرم فيها تقديم الدعم للولايات المتحدة في حربها ضد أي بلد أو جهة مسلمة رغم إدانته للهجمات على واشنطن ونيويورك.
ثانيا: الموقف الدولي من الحرب على أفغانستان
مجلس الأمن الدولي
تم إبلاغ مجلس الأمن الدولي بالهجمات بعد وقوعها، واستجابت الولايات المتحدة وبريطانيا لطلب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بتقديم بيان تفصيلي مكتوب حول العمليات العسكرية إلى المجلس. وتم تقديم البيان في اليوم التالي لوقوع الهجمات.
الناتو
بدأ حلف شمال الأطلسي بالاستعداد للمشاركة في العمليات العسكرية ضد أفغانستان في اليوم التالي لوقوع الهجمات. وقالت مصادر مسؤولة بالحلف إن طائرات الاستطلاع من طراز أواكس التابعة للناتو والموجودة في قاعدة جايلنكيرشن الألمانية، بدأت الاستعداد للانتشار في قواعد بأميركا الشمالية. وأضافت المصادر أن نشر الطائرات سيتم في إطار العمليات العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة ضد ما يسمى الإرهاب. وأعلن الأمين العام لحلف الأطلسي جورج روبرتسون تأييد الحلف المطلق للولايات المتحدة في ضرباتها على أفغانستان.
التعليقات
إرسال تعليقك