ملخص المقال
نظرة على القطاعات الاقتصاديَّة والموارد الطبيعية لأفغانستان
تعد أفغانستان من الدول المعدمة، حتى أنها واحدة من أفقر دول العالم وأقلها نموا. حيث يعيش ثلثي السكان على أقل من 2 دولار أمريكي يوميًا. عانت أفغانستان اقتصاديا بشكل كبير من الغزو السوفيتي عام 1979 وما تلاه من صراعات، بينما زاد الجفاف الشديد في الفترة 1998-2001 من الصعوبات التي تواجهها الأمة[1].
بلغ حجم النشاط الاقتصادي في عام 2002 نحو 11 مليون (من أصل إجمالي مقدر بـ 29 مليون)وفي عام 2005، بلغ المعدل الرسمي للبطالة 40%، ويقدر عدد الشباب غير المؤهل بـ 3 مليون، وهذا العدد قابل للزيادة بمقدر 300.000 سنويا.
بدأ الاقتصاد الوطني في التحسن منذ عام 2002 بسبب جلب مساعدات دولية واستثمارات تقدر بعدة مليارات دولار أمريكي، بالإضافة إلى تحويلات المغتربين. ويرجع ذلك أيضًا إلى التحسينات الكبيرة في في مجال الإنتاج الزراعي ووضع حد لأربع سنوات من الجفاف الذي عمّ معظم أنحاء البلاد[2].
الزراعة وتربية الحيوان في أفغانستان
يسهم هذا القطاع بأكثر من 64% من إجمالي الدخل القومي وبنحو أربعة أخماس صادرات البلاد، وتصل نسبة العاملين فيه إلى نحو 69% من مجموع العاملين، مما يبين أهمية الزراعة في الاقتصاد والمجتمع الأفغانيين.
وتعد المسألة المائية وانخفاض نسبة الأراضي المروية أهم المشكلات التي تواجه الزراعة، إذ لا تتجاوز مساحة الأراضي المروية 3.600.000 هكتار. ولقد اهتمت الدولة بالأمر وقامت بتنفيذ عدة مشاريع زراعية مروية بمساعدات أجنبية مختلفة، أهمها مشروع وادي هَلْمَند - أرغنداب بمساعدة أمريكية ومشروع قناة ننغارهار بمساعدة سوفييتية ومشروع قناة طروان بمساعدة الصين الشعبية.
من جهة أخرى، فإن مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة لا تستثمر، فلا تتجاوز نسبة الأراضي المزروعة فعلاً 12% من مجموع مساحة البلاد. كما أن أساليب العمل الزراعي وأدواته مازالت تقليدية وقديمة في معظم المناطق، ومازال استعمال الآلات والأسمدة وتطبيق نتائج البحوث العلمية محدوداً. ولقد أخذ القطاع الزراعي بالنمو بعد تطبيق الخطط الخمسية منذ 1956- 1962.
والاتجاه في أفغانستان يسير نحو تحديث الاقتصاد، وتطبيق الإصلاح الزراعي في مجال الملكية حتى أصبحت الغلبة للملكية الزراعية الصغيرة الخاصة، لكن نظام المحاصصة وتأجير الأرض مازال معمولاً بهما لوجود الكثيرين ممن لا يملكون الأرض ويعملون في أرض الآخرين. وعلى الرغم من ذلك ما يزال قطاع الزراعة غير قادر على تلبية الاحتياجات المحلية. ويحتل القمح المركز الأول في قائمة المحصولات لأنه المادة الغذائية الأساسية للسكان، يليه الأرز والذرة الصفراء والدخن والمحصولات العلفية والعدس، ثم الخضر والسمسم.
ومن الزراعات الآخذة بالنمو السريع القطن والشوندر السكري وقصب السكر، إضافة إلى قائمة طويلة من الثمار والفواكه التي تدخل في جملة صادرات أفغانستان غضة أو مجففة. وتتركز الزراعات ذات القيمة التجارية والاقتصادية العالية في البقاع المروية من البلاد، ولاسيما في أودية الأنهار المهمة وأحواضها الوسطى والدنيا، كما هي الحال في أحواض أنهار كابل وهَلْمَند وهَري رود وأنهار شمالي أفغانستان المذكورة سابقاً، وجميعها تقع خارج كتلة الجبال، وتحيط بها على شكل أشرطة خضراء مزروعة، قامت فيها أهم المدن والمراكز الحضرية القديمة والحديثة، أو أنها تتوغل في الجبال بألسنة تساير أودية الأنهار.
وتمتلك أفغانستان قطيعاً كبيراً من الحيوانات يزيد عدده على 23.000.000 رأس، معظمه من الأغنام ذات الأَلية الدهنية، ومن نحو 7.000.000 رأس من أغنام القره قول التي تقدم فراءً خاصاً، إضافة إلى نحو 3.500.000 رأس من الأبقار والثيران، وأعداد أقل من الماعز وحيوانات العمل والجمال. وللثروة الحيوانية التي تمتلكها الأسرة أهمية بالغة في المجتمع الأفغاني، لدرجة أن كل شيء تقريباً يقوّم بالماعز في منطقة نورستان.
وتعد النُجعة أهم أساليب الرعي في البلاد، ينتقل فيها الرعاة بأغنامهم وقطعانهم من المراعي والمروج الجبلية إلى بطون الأودية والسهول الهامشية المحيطة بالجبال في الشتاء، وبالاتجاه المعاكس في فصل الحرارة والجفاف.
الثروة المعدنية في أفغانستان
وفي مجال التعدين فأفغانستان تُعتبر غنيَّة بمواردها المَعدِنِيَّة، إلاَّ أن المواقع التي تتركَّز فيها المعادن غير مطوَّرة بشكل عامٍّ، وتُسيطر الحكومة على جميع عمليَّات التعدين في البلاد، وفي عام 1960م تمَّ اكتشاف كَمِّيَّات كبيرة من الغاز الطبيعي وتمَّ استغلاله في البلاد، ومنذ ذلك الحين أصبح إنتاج الغاز الطبيعي أكثر الصناعات نموًّا في اقتصاد البلاد، ويتمُّ تعدين الفحم والنحاس والذهب والملح، كما توجد في البلاد كَمِّيَّات كبيرة من احتياطي الحديد الخام، ولكنها لم تُستغلَّ؛ لأن أماكن تركُّزِها تقع في أجزاء نائية من البلاد.
الأحجار الكريمة
كما تُعَدُّ أفغانستان إحدى الدُّول الرئيسيَّة في إنتاج الأحجار الكريمة، خصوصًا اللازورد، وتشتمل معادن الأحجار الكريمة القيِّمة في البلاد على أحجار الجمشت والياقوت.
الصناعة في أفغانستان
أما في مجال التصنيع فإن أفغانستان تمتلك قطاعًا صناعيًّا متواضعًا، وتتألَّف صناعاتها من بعض المنشآت الصناعيَّة النسيجيَّة، ومصانع لإنتاج الأسمنت وأعواد الثقاب والمعلبات الغذائيَّة، كما يقوم الحرفيُّون إما في بيوتهم أو في محلاَّت صغيرة بصناعة المجوهرات الذهبيَّة والفضة، وكذا سلع الجلود والسجاد ومصنوعات يدويَّة أخرى.
وتعد صناعة السجاد أهم الصناعات الحرفية، ويعمل فيها نحو 7% من مجموع العاملين في الصناعة عامة، تليها الصناعة النسيجية الحريرية وصناعة الزجاج والخزف والمواد الغذائية وغيرها. أما الصناعة الآلية الحديثة فتشمل الصناعات النسيجية والغذائية والجلدية وصناعة الإسمنت والأسمدة وحلج القطن وتوليد الطاقة الكهربائية من محطات حرارية وكهرمائية. وتعتمد الصناعة النسيجية قديمها وحديثها على المواد الأولية المحلية من الصوف والقطن، وتلقى الدعم والتشجيع من قبل الدولة. وتحتل صناعة السكر مركزاً مهماً بين الصناعات الغذائية الحديثة، تليها صناعة عصر الزيوت وحفظ الفواكه وتجفيفها. ويراوح الإنتاج الصناعي بين إمكانية تصدير قسم منه، وضرورة استيراد بعضه لعدم كفاية الإنتاج المحلي من بعض المنتجات الصناعية.[3]
التجارة الخارجية
بالنسبة إلى التجارة الخارجيَّة فإن صادرات أفغانستان الرئيسيَّة تشتمل على القطن، والفواكه، والجوز، والغاز الطبيعي، والسجاد، وجلود أغنام القركول، أما وارداتها فتشتمل على الآليَّات، والسيارات، والمنتجات البتروليَّة والنسيجيَّة، وتتبادل أفغانستان تجارتها الخارجيَّة برًّا مع جارتيها: إيران وباكستان.
هذا ويبلغ طول شبكة الطرق في أفغانستان حوالي 18,800كم، ولا توجد خطوط سكَّة حديديَّة في البلاد، ويُعَدُّ ممر خيبر الذي يقع بمحاذاة الحدود الأفغانيَّة الباكستانيَّة أحد أهمِّ خطوط النقل في باكستان، ومن أهمِّ الممرَّات التِّجاريَّة لقرون مضت.
وبهذا فإن أفغانستان تُعَدُّ إحدى الدول الأقلِّ نموًّا في العالم؛ إذ إن معظم قواها العاملة تعمل في قطاع الزراعة؛ حيث إنَّ معظمهم لا يزالون يستخدمون أدوات الزراعة المحلِّيَّة القديمة، ويتَّبعون الطرق التقليديَّة في زراعة الأرض، وبعض سكان أفغانستان أشباه بدو، يتجوَّلون في مناطق المراعي العشبيَّة خلال فصل الصيف مصطحبين معهم قطعان الماشية، ويقضون بقيَّة السَّنَة في فلاحة الأرض.
النقل والاتصالات في أفغانستان
الخطوط الجوية الأفغانية (أريانا) هي الناقل الوطني، مع رحلات داخلية بين كابل وقندهار وهرات ومزار شريف، وتشمل الرحلات الدولية وجهات إلى دبي وفرانكفورت وإسطنبول وعدد من الوجهات الآسيوية الأخرى. ويوجد في أفغانستان نحو 53 مطارا أكبر هذه المطارات هو مطار كابل الدولي.
وتمتلك أفغانستان عدة خطوط لسكك الحديد تصل شمال البلاد بتركمانستان وأوزبكستان. واعتبارا من عام 2011، مشروعين السكك الحديدية الأخرى في التقدم مع الدول المجاورة، هو واحد بين هرات وايران في حين آخر هو ربط السكك الحديدية مع باكستان. تتم الرحلات البعيدة طويلة من المدربين من القطاع الخاص أو السيارات الخاصة. أصبحت السيارات الجديدة مؤخرا على نطاق واسع بعد اعادة بناء الطرق والطرق السريعة. يتم استيرادها من دولة الإمارات العربية المتحدة عبر باكستان وإيران. الخدمات البريدية وأفغانستان حزمة مثل فيديكس، دي إتش إل وغيرها من الامدادات لجعل المدن والبلدات الرئيسية.
يتم توفير خدمات الاتصالات في البلاد عن طريق اللاسلكي الأفغانية، اتصالات، روشان، ومجموعة MTN للاتصالات والأفغانية. في عام 2006، وقعت وزارة الاتصالات الأفغانية اتفاق بقيمة 64.5 مليون دولار مع شركة ZTE لإنشاء شبكة كابلات الألياف الضوئية البلاد. اعتبارا من عام 2009.
يقدر عدد مستخدمي الخطوط الهاتفية الثابتة بأفغانستان حوالى 129300، وحوالي 12 مليون مشترك في الهاتف النقال، وبلغ عدد مستخدمي الإنترنت 1000000 (مليون مستخدم) تقريبا.
التعليقات
إرسال تعليقك