ملخص المقال
أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش بدء الضربات العسكرية على أفغانستان بعد رفض حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان تسليم أسامة بن لادن
سبق للإمبراطورية البريطانية أن واجهت هزيمة قاسية في أفغانستان عندما أرادت احتلالها عام 1840، ثم اضطرت تحت وطأة الخسائر الشديدة إلى مغادرة كابل عام 1841، وتكررت الهزيمة مرة أخرى عام 1880، إلى أن اضطرت بريطانيا إلى التسليم باستقلال أفغانستان عام 1921.
وعندما اجتاح الاتحاد السوفيتي السابق الأراضي الأفغانية عام 1979، بعد أن زرع حكماً شيوعياً فيها، خاض حرباً استنزافية مريرة دامت عشر سنوات تكبد خلالها 15 ألف قتيل، بجانب الخسائر السياسية والاقتصادية، مما كان له مردودات سلبية على الأصعدة الاجتماعية والمعنوية داخل الاتحاد السوفياتي، أدت إلى تفككه بعد ذلك، وسقوط الشيوعية في معقلها على أرضه.
ولم يكن يخفى على أحد أطماع الولايات المتحدة الأمريكية في ثروات أفغانستان فمساعدتها للمجاهدين ضد الروس لم يكن حربا باردة مع الاتحاد السوفيتي وإنما غرسا لأقدامها في أرض أفغانستان الغنية بالثروات الطبيعية.
وظلت الولايات المتحدة تتحين الفرصة التي تشن فيها الهجمة على أفغانستان، إلى أن جاءت هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي استهدفت نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001؛ فتوجهت أنظار العالم منذ الساعات الأولى للهجمات إلى أفغانستان وحركة طالبان الحاكمة هناك وأسامة بن لادن الذي تؤويه الحركة والمطلوب أمريكيا، فقد سارع مسؤولون أمريكيون إلى توجيه أصابع الاتهام إلى بن لادن وطالبان في المسؤولية عن تلك الهجمات، وكأن الاتهامات قد أعدت سلفا.
من ناحيتها هرعت حركة طالبان إلى نفي تلك الاتهامات عنها وعن "ضيفها" بن لادن، وأدانت تلك الهجمات واعتبرتها "كارثة إنسانية"، لكن الإدانة والنفي لم يشفعا للحركة لدى واشنطن، ففي الحادي عشر من سبتمبر2001 أعلن متحدث باسم طالبان إدانة الهجمات على نيويورك وواشنطن ونفي أن يكون لحركته أو لأسامة بن لادن أي صلة بتلك الهجمات، وأكد أن الهجمات أقوى من إمكانيات طالبان أو بن لادن. وقال وزير الخارجية وكيل أحمد متوكل إن بلاده لا تؤيد الإرهاب وإرهاب الدولة، وأن الحركة ضد الجرائم التي تقترف بحق الإنسانية.
ولكن الرئيس الأمريكي جورج بوش قرر بدء الضربات العسكرية على أفغانستان بعد رفض حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان تسليم أسامة بن لادن المتهم الرئيسي في نظر واشنطن في الهجمات، وكان رفض طالبان علي أساس أن الولايات المتحدة لم تقدم الدليل القاطع بأن أسامة بن لادن هو المسئول عن تلك الهجمات.
وبعد 27 يوما من تلك الهجمات أطلقت الولايات المتحدة على أفغانستان غاراتها الجوية على أفغانستان لتعلن بدء عملياتها العسكرية ضد ما تصفه بالإرهاب.
ففي7 أكتوبر 2001، وتحديدا الساعة 16.30 بتوقيت غرينيتش شنت السفن والطائرات العسكرية الأمريكية على طالبان داخل أفغانستان ثلاث موجات من الغارات الجوية حيث قصفت الطائرات الأمريكية المطار وساد الظلام المدينة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وبذلك بدأت الحرب الأمريكية على أفغانستان تحت مزاعم وهمية، ولا زالت القوات الأمريكية موجودة إلى الآن في أفغانستان دون مبرر يذكر سوى الطمع في خيرات وثروات هذا البلد.
وكان الهدف المعلن للغزو إيجاد أسامة بن لادن وآخرون من مناصب رفيعة في أعضاء القاعدة ووضعهم في محاكمة، لتدمير كل تنظيم القاعدة وإقصاء نظام طالبان الذي يدعم ويعطي الملاذ الآمن للقاعدة. الولايات المتحدة بمذهب بوش أعلنت أنها كسياسة لن تميز بين المنظمات الإرهابية والدول أو الحكومات التي تؤويها.
عمليتان عسكريتان في أفغانستان تحاربان للسيطرة على الدولة. عملية (قوة الحرية المستديمة OEF) هي عملية حربية تضم بعض شركاء متحالفين وحاليا تعمل في المقام الأول في الشرق وأجزاء جنوبية من الدولة على حدود باكستان، قرابة 28.800 من القوات الأمريكية ضمن OEF.
العملية الثانية هي القوة الدولية الأمنية المساعدة ISFA التي أسست من قبل مجلس أمن الأمم المتحدة في نهاية ديسمبر 2001 لتأمين كابل والمناطق المحيطة. تولت الناتو السيطرة على ISFA في 2003. بحلول 23 يوليو 2009 كان لISFA قرابة 64.500 من القوات من 42 دولة مع إمداد الناتو مركز هذه القوة. للولايات المتحدة من القوات قرابة 29.950 في ISFA.
التعليقات
إرسال تعليقك