ملخص المقال
أطلق شباب ليبيون مجموعة تواصل جديدة على الموقع الاجتماعي الشهير "فيس بوك"؛ وذلك لإحياء ذكرى الشهيد الشيخ عمر المختار.
قصة الإسلام – وكالات
أطلق شباب ليبيون مجموعة تواصل جديدة على الموقع الاجتماعي الشهير "فيس بوك"؛ وذلك لإحياء ذكرى الشهيد الشيخ عمر المختار.
وقالت صحيفة "الوطن" الليببة إن الهدف الرئيسي للمجموعة الوليدة هو أن "يستبدل كل أعضائها صورهم الشخصية في الموقع بصورة من صور أسد الصحراء لمدة يوم واحد من الساعة صفر ليلة الخميس السادس عشر من الشهر الجاري وحتى نهاية هذا اليوم الذي يوافق الذكرى التاسعة والسبعين لاستشهاده".
ونقلت الصحيفة عن إحدى المشرفات على المجموعة وتدعى "هناء علي"، قولها: إن المجموعة ستستمر في دعم القضايا والأطروحات التي تعبر عن ثوابت هويتنا العربية والإسلامية من خلال موقع "الفيس بوك" الذي يرتاده الملايين من الشباب والفتيات من داخل ليبيا وخارجها.
الشيخ المجاهد .. أسد الصحراء: والشيخ المجاهد والقائد الفذ، أمير الجهاد الليبي ضد الاحتلال الصليبي، عمر بن مختار بن عمر المنفي، المشهور بعمر المختار، الملقب بأسد الصحراء، وُلد في البطنان ببرقة سنة 1275هـ وينتمي إلى قبيلة «مِنفة» التي تتنقل في بادية برقة، وتلقى علومه الأولية والدينية في الزوايا السنوسية في صحراء «جغبوب» وانضم كعادة أهل ليبيا إلى الحركة السنوسية [حركة صوفية حركية شديدة الشبه بالدعوى السلفية للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله] وقد لمح فيه زعيم الحركة محمد المهدي الإدريسي نبوغًا وتقدمًا فجعله شيخًا على زاوية القصور بالجبل الأخضر قرب المرج، واصطحبه معه في رحلته إلى السودان وهناك سلّمه مشيخة زاوية «كلك» حتى سنة 1321هـ، حيث رجع إلى برقة مرة أخرى.
وكان أول بروز لعمر المختار في ساحة الجهاد سنة 1329هـ عندما احتل الطليان بنغازي، إذ أبدى صنوفًا من الشجاعة والبطولة في جهاد الأعداء ولفت إليه أنظار الناس هناك، وأصبح هو قائد المجاهدين في إقليم برقة بعد انسحاب العثمانيين منها بضغط من أوروبا، كذلك انسحب المتطوعون من مصر وغيرها بضغط من إنجلترا، وقد جعل عمر المختار مدينة «سحات» في الجبل الأخضر مقرًا لقيادته، ومنها حقق عدة انتصارات على الأعداء، مما جعلهم يفكرون في هجوم شامل على الجبل الأخضر ولكنهم هزموا شر هزيمة كما هزموا عند محاولتهم احتلال «فزّان».
وظل عمر المختار رافعًا لواء الجهاد ويقوم بحرب عصابات منذ سنة 1342هـ ـ 1350هـ، وقد انقطعت عن ليبيا في هذه الفترة كل المساعدات الخارجية، وأمعن الطليان في وحشيتهم ، حتى أنهم قتلوا من المسلمين في منطقة برقة وطرابلس وحدها 570928 إنسانًا. ورغم أن الطليان حققوا تقدمًا كبيرًا في ليبيا بعد أن ضربوا الحركة السنوسية في عقر دارها «جغبوب» بمساعدة إنجلترا، واستولوا على معظم الأراضي الليبية، إلا أن عمر المختار بقي يجاهد ويقاتل على الرغم من سنوات عمره التي جاوزت السبعين، وبينما كان يستطلع مع خمسين من فرسانه قوات العدو في «سلنطة» فوجئ بقوات ضخمة للعدو، ودارت معركة غير متكافئة، استشهد خلالها معظم فرسانه، وسقط هو مثخنًا بالجراح وقد قتل جواده، وأخذ أسيرًا ولم يكونوا قد عرفوه، فلما تعرفوا عليه، نقلوه بسرعة إلى «سوسة» ومنها أركب الطراد «أوسيني» وسجن أربعة أيام، ثم حوكم محاكمة صورية، فوقف أثناءها كالطود العظيم وأجاب بمنتهى الشجاعة، وأخذ على نفسه مسؤولية كل ما حدث من أعمال الجهاد، فقررت المحكمة إعدامه على الرغم من أن عمره يزيد عن الخامسة والسبعين، وأعدم رحمه الله شنقًا يوم 4 جمادى الأولى سنة 1350هـ ـ 16 سبتمبر 1931م بمركز «سلوق» في بنغازي وأجبر الأهالي على مشاهدة إعدامه، وقد انتفضت قلوب الناس وثاروا ثورة عارمة، جعلت الطليان يخشون عاقبة ذلك، فدفنوه سرًا، وأخفوا معالم القبر، أعدموه ولكن بقي ذكره وأثره في العالمين، معلمًا من معالم الجهاد والبطولة في الأمة الإسلامية
التعليقات
إرسال تعليقك