التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
لم تكن هذه الحرب إلا نموذجًا جديدًا لحروب قرن الثبات؛ أي انتصارات توازي الهزائم، دون فتح جديد، وكذلك دون خسارة فعلية.
الحرب العثمانية البولندية (1672-1676م):
لم تكن هذه الحرب إلا نموذجًا جديدًا لحروب «قرن الثبات»؛ أي انتصارات توازي الهزائم، ويبقى الوضع على ما كان عليه قبل الحرب تقريبًا، دون فتحٍ جديد، وكذلك دون خسارةٍ فعليَّة، اللهمَّ إلا الخسارة المشتركة بين الدولتين في الجهد، والرجال، والسلاح، والمال!
حدثت هذه الحرب بسبب تنافس الدولتين -البولندية والعثمانية- على تبعيَّة أوكرانيا لإحداهما. كان أمير أوكرانيا بيترو دوروشينكو Petro Doroshenko تابعًا للعثمانيين[1]؛ ولكنه فوجئ بعدوانٍ بولنديٍّ على أرضه بقيادة القائد البولندي الشهير چون سوبيسكي John Sobieski محقِّقًا عليه عدَّة انتصارات في الفترة من 1666 إلى 1671م فاستنجد بالعثمانيين. شعرت الدولة العثمانية أن هناك خطورةً على حدودها الشمالية نتيجة التعدِّيَّات البولنديَّة على أوكرانيا، فأرادت حسم المسألة بضمِّ أوكرانيا عسكريًّا بدلًا من كونها مجرَّد إقليمٍ تابع، ومِنْ ثَمَّ تجهَّزت لحربٍ كبرى[2]!
شهدت هذه الحرب الظهور الأول الفعلي للسلطان محمد الرابع منذ ولايته عام 1648م! بدأت الحرب في عام 1672م، وكان السلطان في الثلاثين من عمره، وقد قرَّر أن يخرج بنفسه، مع الصدر الأعظم فاضل أحمد كوبرولو باشا، في حملةٍ همايونيَّةٍ كبرى لحرب بولندا، وضم أوكرانيا[3]. كانت آخر حربٍ بين الدولة العثمانية وبولندا قد مرَّ عليها إحدى وخمسون سنة، وكانت في عام 1621م بقيادة السلطان الشهيد عثمان الثاني. وما قلناه عن الحرب الأولى نقوله عن هذه الحرب الثانية؛ فالحرب -في رأيي- كانت بلا داعٍ، بل قادت إلى نتائج سلبيَّة كبرى، على الرغم من تحقيق بعض النجاحات العسكريَّة، والسياسيَّة. كانت الدولة العثمانية ترى عداءها الرئيس للنصارى هو عداءٌ ضدَّ الكاثوليك؛ فالأرثوذكس يُمَثِّلون معظم الشعب النصراني العثماني، واندمجوا مع الحكومة العثمانية بشكلٍ كبيرٍ منذ قرون، أمَّا الكاثوليك؛ بدايةً من المجر، ومرورًا بالنمسا، وانتهاءً بإيطاليا، وإسبانيا، والبرتغال، فهم أعداءٌ تقليديُّون للدولة العثمانية. حتى فرنسا الكاثوليكيَّة، التي كانت تلبس ثوب الصديق للعثمانيين، انقلبت عليهم، فحاربتهم في سان جوتار مع النمساويين عام 1664م، ودعمت البنادقة ضدَّهم بشكلٍ سافر في كريت. هكذا اعتبرت الدولة العثمانية دولة بولندا عدوًّا لدودًا كونها كاثوليكيَّة كالغرب، فكان التصعيد العسكري هو الحلُّ الأمثل عندها عند حدوث نزاعٍ بين الطرفين. الواقع أنني أرى أن هذه كانت سياسةً خاطئة، وليس فيها تقديرٌ صحيح لموازين القوى، كما أنها تتعامل مع خلفيَّات القتال بصورةٍ سطحيَّةٍ لا تتناسب مع دولةٍ عملاقةٍ كالدولة العثمانية. إن المرحلة التاريخيَّة التي تدور فيها هذه الأحداث كانت لا تعتبر بالخلفيَّات الدينيَّة إلا كشكليَّاتٍ تدعم الصراع الدائر بين القوى المختلفة. رأينا في هذه المرحلة فرنسا الكاثوليكيَّة تدعم البروتستانت في ألمانيا؛ لأنهم يحاربون النمسا عدوَّة فرنسا، مع أن النمسا كانت كاثوليكيَّة! ورأينا فرنسا تتحالف كثيرًا مع الدولة العثمانية المسلمة ضدَّ النمسا وإسبانيا الكاثوليكيَّتين، ورأينا إنجلترا البروتستانتيَّة تدافع عن هولندا البروتستانتيَّة -أيضًا- ضدَّ إسبانيا الكاثوليكيَّة، وبعد تحرُّر هولندا إذا بإنجلترا تتصارع معها عسكريًّا من أجل السيطرة على الشرق، ولم يُجْدِ نفعًا كونهما ينتسبان معًا إلى البروتستانتيَّة! هذه هي السياسة الأوروبية. إنها تعتمد اعتمادًا شبه كاملٍ على المصالح، ولا ترى الدين إلا ستارًا خفيفًا تتحرَّك من ورائه، خاصَّةً في هذه المرحلة التاريخيَّة بعد انزواء دور الكنيسة.
كان من الأولى للدولة العثمانية أن تبحث عن إمكانيَّة التحالف مع البولنديين لا إلى تعميق العداء معهم؛ «فمصلحة» العثمانيين تتَّفق مع «مصلحة» البولنديين بشكلٍ كبير، وإمكانيَّة التعاون الدبلوماسي، والسياسي، بل والعسكري، واردةٌ جدًّا. السِّرُّ في ذلك أن كلتا الدولتين تُعانيان من التهديد الروسي الخطر لأراضيهما، والحرب بين الدولة العثمانية وبولندا ستُرهق الطرفين بلا شك، وهذا سيصبُّ بشكلٍ مباشرٍ في مصلحة الروس. إننا يمكن أن نعذر قديمًا السلطان عثمان الثاني في حربه ضدَّ البولنديين عام 1621م؛ وذلك لأن مستقبل موازين القوى لم يكن واضحًا تمامًا في مرحلته التاريخيَّة؛ فروسيا آنذاك كانت ضعيفةً للغاية لخروجها توًّا من فترتها المظلمة، التي شهدت فيها اضطرابات شديدة، ومجاعات كبرى، أمَّا بولندا فكانت في قمَّة مجدها. هذا الوضع أخاف الدولة العثمانية، وجعلها تأخذ التهديد البولندي مأخذ الجد، ومِنْ ثَمَّ كانت الحرب، ومع ذلك كان الأولى أن تُتَجَنَّب. أمَّا الآن، فالسلطان محمد الرابع وكذلك بالطبع الصدر الأعظم فاضل أحمد، ليسا معذورَين في حربها ضدَّ بولندا؛ وذلك لعدَّة أسباب؛ الأول هو أن نموَّ القوَّة الروسيَّة واضحٌ للعيان، وتمدُّدها في اتجاه الدولة العثمانية وبولندا قريب، والثاني هو اتجاه بولندا للضعف، فخطرها سينعدم مستقبلًا، والتصعيد ضدَّها بلا معنى، والثالث هو أن التاريخ القريب يحمل حربًا حقيقيَّةً بين روسيا وبولندا؛ فقد دارت بين الفريقين حربٌ كبرى استمرَّت ثلاثة عشر عامًا؛ بين عامي 1654 و1667م[4]، فالاقتحام الروسي للأراضي البولنديَّة ليس مظنونًا؛ بل هو مؤكَّد، وإضعاف بولندا عسكريًّا سيُعجِّل بهذا التطوُّر الخطر، والرابع هو أنه ليس في مصلحة الدولة العثمانية تهييج بولندا ضدَّها، وحرب العثمانيين مع النمسا لم تبرد إلا منذ ثماني سنوات. إن أيَّ تصعيدٍ مستقبليٍّ مع النمسا قد يشهد تحالفًا نمساويًّا بولنديًّا خطرًا، والخامس أن الدولة العثمانية لم تُقَدِّر البعد التاريخي الذي يدفع بولندا إلى هذه الخطوات تجاه أوكرانيا؛ فشعب القوزاق Cossacks القاطن في أوكرانيا كان منقسمًا على نفسه منذ القرن الرابع عشر في الولاء بين روسيا وبولندا، وهو إلى بولندا أقرب[5]، ودخول الدولة العثمانية في المعادلة لم يُلْغِ هذا التاريخ؛ بل سَحَبَ من بولندا ما تراه حقًّا لها؛ ومِنْ ثَمَّ فحربها العسكريَّة لاحتواء أوكرانيا مبرَّرة، وكان من الواجب على العثمانيين إن أرادوا تبعيَّة أوكرانيا لهم أن يكتفوا بالولاء الدبلوماسي الذي لا يجرح بولندا بعكس الضمِّ العسكري الذي يستفز كافَّة النبلاء هناك.
عمومًا قامت الحرب على موجتين! الأولى في عام 1672م، والثانية في الفترة من عام 1673م إلى عام 1676م. في الموجة الأولى خرج السلطان محمد الرابع وصدره الأعظم فاضل أحمد باشا بجيشٍ بلغ مائتي ألف جندي؛ وذلك في صيف 1672م[6]. كانت بولندا تعاني في ذلك الوقت من صراعٍ داخليٍّ بسبب اختلاف ملكها مايكل الأول Michael I والنبلاء على دعم إحدى القوَّتين اللدودتين النمسا أو فرنسا[7]. هذا التصدُّع الداخلي أدَّى إلى هزيمتها بسرعة في أغسطس أمام العثمانيين[8]، ولخوفها من التعرُّض للأسوأ قبلت بولندا بتوقيع معاهدة بوزاز Buczacz المشينة في 18 أكتوبر 1672م، وفيها سَلَّمت منطقة بودوليا Podolia بشكلٍ مباشرٍ للعثمانيين، مع الاعتراف بتبعيَّة مناطق براتسلاڤ Bratslav وجنوب كييڤ Southern Kiev للدولة العثمانية، تحت إمارة الأمير القوزاقي دوروشينكو الموالي للعثمانيين أصلًا، وهذا يعني أن كلَّ المنطقة المعروفة بالضفَّة اليمنى Right-bank في أوكرانيا صارت تابعةً للعثمانيين (الضفَّة اليمنى؛ أي الغربية، لنهر دنيبر Dnieper River، وكانت الضفَّة اليسرى منه تابعةً للروس). يُضاف إلى هذا موافقة بولندا على دفع 22 ألف دوقيَّة ذهبيَّة كجزية سنويَّة إلى الدولة العثمانية[9]. هذا بلا شَكٍّ نجاحٌ كبيرٌ للدولة العثمانية في هذا الوقت، خاصَّةً أن الحرب كانت سريعةً للغاية.
من المؤكَّد أن وضعًا كهذا لن يُقْبَل بسهولةٍ في بولندا! لم يُقِر البرلمان البولندي -المعروف بسيم Sejm- هذه المعاهدة قط، خاصَّةً في ظلِّ الانقسام السياسي في الدولة، وما هي إلا شهورٌ وبدأ الاستعداد العسكريُّ لنقض المعاهدة، وحرب العثمانيين. في عام 1673م هجم الجيش البولندي بقيادة چون سوبيسكي على عدَّة مواقع عثمانية محقِّقًا عدَّة انتصارات كان أهمُّها انتصار خوتين Khotyn في 11 نوفمبر[10]، كما كان من نتيجة هذه المعارك دخول الجيش البولندي إلى إقليم البغدان التابع للدولة العثمانية. شاء اللهُ أن يتزامن مع انتصارات سوبيسكي موتُ ملك بولندا مايكل الأول (مات في 10 نوفمبر1673م[11])، وبعد قليل -في 19 مايو 1674- انتُخِب چون سوبيسكي ملكًا لبولندا[12]، بالنظر إلى انتصاراته الأخيرة على العثمانيين، وقبلها على الروس، و-أيضًا- كونه كان معارضًا للملك الراحل مايكل الأول، الذي عَقَدَ معاهدة بوزاز المشينة. كان انتخاب هذا الملك نقطةً فارقةً في تاريخ هذه المرحلة؛ أوَّلًا: لكفاءته العسكريَّة والسياسيَّة؛ حيث يُعَدُّ أحد الأبطال المعدودين في تاريخ بولندا[13]، وثانيًا: لسمعته التي حقَّقها من انتصاراته، ممَّا أثر على معنويَّات العثمانيين، وثالثًا: لسعيه لتوحيد بولندا من جديد[14]، وبالتالي ثباتها أكثر أمام الدولة العثمانية، ورابعًا وأخيرًا، وهذه نقطةٌ مهمَّةٌ للغاية، كونه قد نَذَرَ حياته لهدفٍ واحدٍ هو إخراج العثمانيين من أوروبا كلِّها[15]! هذه النقطة الأخيرة كانت معلنةً بشكلٍ واضح، كأنها المشروع الانتخابي له، وقد عاش عمره جاهدًا لتحقيقها.
قضى سوبيسكي ما تبقَّى من عام 1674م في إعداد جيشه، وعاد للانتصار على العثمانيين في موقعة لڤوڤ Lwów في 24 أغسطس 1675[16]. في خريف 1676م أخرج العثمانيون جيشًا كبيرًا لحصار مدينة زوراونو Żurawno المهمَّة، والتي كان يُدافع عنها الملك سوبيسكي بنفسه. بدأ الحصار في الأسبوع الأخير من سبتمبر، واستمر حوالي ثلاثة أسابيع، لكن لم يحدث قتالٌ مفتوحٌ بين الطرفين[17]. في 14 أكتوبر اتَّفق الطرفان على هدنةٍ تمهيدًا للتوصُّل إلى حلٍّ دبلوماسي، ومِنٍ ثمَّ وُقِّعت في 17 أكتوبر 1676م معاهدةٌ بين الطرفين عُرِفَت بمعاهدة زوراونو.
في هذه المعاهدة قَبِلَت الدولة العثمانية بإرجاع ثلث الأراضي التي أخذتها من بولندا في معاهدة بوزاز، مع الاحتفاظ بإقليم بودوليا، كما قَبِلَت بالتنازل عن الجزية المفروضة في المعاهدة السابقة[18]. هذا يعني أن المعاهدة كانت في صالح بولندا، وأنها أعادت الوضع إلى ما كان عليه تقريبًا قبل الحرب، باستثناء حيازة الدولة العثمانية لإقليم بودوليا الأوكراني. هذه الحيازة لن تستمر طويلًا، كما سنتبيَّن! من الجدير بالذكر أن هذه المعاهدة كانت برعايةٍ فرنسيَّة[19]؛ وذلك لرغبتها في وضع الحرب بين الطرفين لتكثيف جهدهما ضدَّ العدوِّ الرئيس لفرنسا، وهي النمسا!
في هذه الحرب التي دامت أكثر من أربع سنواتٍ تُحقِّق الهدف العثماني من الاحتفاظ بقسمٍ من أوكرانيا؛ ولكنها خسرت جهدًا، ورجالًا، ومالًا، وحليفًا كان من الممكن أن يكون مفيدًا، فضلًا عن تأزُّم موقفها بولاية رجلٍ -چون سوبيسكي- متحفِّزٍ لإقصائها عن أوروبا، وسيكون له دورٌ كبيرٌ في المرحلة القادمة!
عودة العلاقات العثمانية الفرنسية (1673م):
انتهج لويس الرابع عشر سياسةً مخالفةً لأسلافه بمعاداة الدولة العثمانية. نعم لم تكن هذه المعاداة مباشرة؛ ولكنها كانت مؤثِّرة. شاركت فرنسا في موقعة سان جوتار إلى جانب النمسا ضدَّ العثمانيين، ودعمت البنادقة في كريت. لم يكن الدعم الفرنسي للبندقية عابرًا؛ إنما استمر عدَّة سنوات، وزادت وتيرته في السنوات الأخيرة قبيل إكمال العثمانيين لفتح الجزيرة في 1669م. على الرغم من ذلك سعت فرنسا بعد ذلك إلى طلب ودِّ العثمانيين -كما ذكرنا قبل ذلك (عام 1665م)- ولكن العثمانيون رفضوا. تكرَّرت المحاولات الفرنسيَّة لإعادة العلاقات إلى طبيعتها على الرغم من السياسة المتكبِّرة التي كان ينتهجها لويس الرابع عشر. قد يكون السِّرُّ وراء هذا الإصرار هو ولاية الاقتصادي الفرنسي الكبير چين بابتيست كولبير Jean-Baptiste Colbert منصب وزير الماليَّة في فرنسا عام 1661م[20]؛ حيث قام بأعمالٍ كبرى، وتوصيَّاتٍ متعدِّدة، تهدف إلى جعل فرنسا الدولة الأولى في العالم اقتصاديًّا وسياسيًّا، وكان منها تحسين الصناعة الفرنسيَّة إلى أقصى درجةٍ حتى لا تقبل منافسةً على المستوى العالمي، وراقب ذلك بصرامة، واهتمَّ في الوقت ذاته بفتح السوق الواسعة في الشرق، خاصَّةً وأنه ضمَّ إلى عمله في عام 1669م وزارة البحريَّة، فصار مسئولًا عن الأساطيل التجاريَّة كذلك، ممَّا أتاح له العمل على إعادة العلاقات التجاريَّة مع دول العالم المختلفة[21].
للأسف كانت معظم دول الشرق لا تعمل بالتصنيع، وبالتالي فهي سوقٌ استهلاكيَّةٌ كبرى، ومن هنا كان إصرار فرنسا على تقوية العلاقات التجاريَّة مع هذه البلاد، وأهمها الدولة العثمانية، وكذلك إيران، والهند. هذا الذي دفع فرنسا إلى تكرار محاولات إعادة العلاقات مع الدولة العثمانية على الرغم من رفض العثمانيين المتكرِّر. أخيرًا قَبِلَت الدولة العثمانية عودة العلاقات إلى سابق عهدها[22]، ووُقِّعَت معاهدةٌ بذلك في 5 يونيو 1673م[23]، وكانت الموافقة العثمانية على الأغلب بسبب زيادة توتُّر علاقاتها مع بقيَّة الدول الأوروبية، مثل: النمسا، وبولندا، وروسيا، فكان من الواجب السعي لإحداث توازنٍ عن طريق التحالف ثانيةً مع الفرنسيين، فضلًا عن حاجة السوق العثماني للمنتجات الفرنسيَّة دقيقة الصنع[24].
[1] ڤاينشتاين، چيل: الولايات البلقانية (1606-1774)، ضمن كتاب: مانتران، روبير: تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة: بشير السباعي، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة–باريس، الطبعة الأولى، 1993م (ب).صفحة 1/462.
[2] Young, William: International Politics and Warfare in the Age of Louis XIV and Peter the Great: A Guide to the Historical Literature, iUniverse, Inc, New York, USA, 2004., p. 428.
[3] أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة: عدنان محمود سلمان، مراجعة وتنقيح: محمود الأنصاري، مؤسسة فيصل للتمويل، إستانبول، صفحة 1/520.
[4] Frost, Robert I.: The Northern Wars: War, State and Society in Northeastern Europe 1558–1721, Routledge, New York, USA, 2000., p. 13.
[5] Szulakowska, Urszula: Renaissance and Baroque Art and Culture in the Eastern Polish-Lithuanian Commonwealth (1506-1696), Cambridge Scholars Publishing, Newcastle upon Tyne, UK, 2018., p. 47.
[6] Watts, Tim J.: Koprulu, Fazil Ahmed Pasha (1635-1676), In: Mikaberidze, Alexander: Conflict and Conquest in the Islamic World: A Historical Encyclopedia, ABC-CLIO, Santa Barbara, California, USA, 2011 (B).vol. 1, p. 486.
[7] Lerski, George J.: Historical Dictionary of Poland, 966-1945, Greenwood Publishing Group, Westport, CT, USA, 1996., p. 220.
[8] Somel, Selçuk Akşin: The A to Z of the Ottoman Empire, the Scarecrow press, Lanham, MD, USA, 2010., p. xlvii.
[9] Davies, Brian L.: Warfare, State and Society on the Black Sea Steppe, 1500–1700, Routledge, London, UK, 2007., p. 156.
[10] Tucker, Spencer C.: A Global Chronology of Conflict: From the Ancient World to the Modern Middle East, ABC-CLIO, Santa Barbara, California, USA, 2010., vol. 2, p. 649.
[11] Davies, 2007, p. 157.
[12] Lerski, George J.: Historical Dictionary of Poland, 966-1945, Greenwood Publishing Group, Westport, CT, USA, 1996., p. 220.
[13] Cummins, Joseph: The War Chronicles: From Chariots to Flintlocks, Fair Winds Press, Beverly, MA, USA, 2008., p. 323.
[14] Stiles, Martha Bennett: John III Sobieski, In: Magill, Frank N.: Dictionary of World Biography: The 17th and 18th Centuries, Volume 4, Routledge, New York, USA, 2011., vol. 4, p. 727.
[15] Reading, Mario: The Complete Prophecies of Nostradamus, Sterling Publishing Company, New York, USA, 2009., p. 382.
[16] Tucker, Spencer C.: A Global Chronology of Conflict: From the Ancient World to the Modern Middle East, ABC-CLIO, Santa Barbara, California, USA, 2010., vol. 2, p. 653.
[17] Young, William: International Politics and Warfare in the Age of Louis XIV and Peter the Great: A Guide to the Historical Literature, iUniverse, Inc, New York, USA, 2004., p. 429.
[18] Davies, Brian L.: Warfare, State and Society on the Black Sea Steppe, 1500–1700, Routledge, London, UK, 2007., p. 157.
[19] Young, William: International Politics and Warfare in the Age of Louis XIV and Peter the Great: A Guide to the Historical Literature, iUniverse, Inc, New York, USA, 2004., p. 429.
[20]Tigar, Michael E.: Law and the Rise of Capitalism, Monthly Review Press, New York, USA, 2000., p. 216.
[21] Brewer, Ebenezer Cobham: The Political, Social, and Literary History of France, Jarrold & Sons, London, UK, 1878., pp. 214-216.
[22] سرهنك، إسماعيل: حقائق الأخبار عن دول البحار، المطابع الأميرية، بولاق، مصر، الطبعة الأولى، 1312هـ=1895م. صفحة 1/599.
[23] Verzijl, J. H. W.: International Law in Historical Perspective, A. W.Sijthoff, Leyden, Netherlands, 1970., vol. 3, p. 491.
[24] انظر: دكتور راغب السرجاني: قصة الدولة العثمانية من النشأة إلى السقوط، مكتبة الصفا للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1442هـ= 2021م، 1/ 692- 698.
لشراء كتاب قصة الدولة العثمانية من النشأة إلى السقوط يرجى الاتصال على الرقم التالي: 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك