ملخص المقال
اعتبر خبراء أن اغتيال الرئيس الأفغاني الأسبق برهان الدين رباني ورئيس مجلس السلام الأعلى يعد واحدة من كبرى الضربات التي وجهت إلى عملية السلام هناك, فمن
قصة الإسلام – وكالات
اعتبر مايكل سيمبل، الخبير في شئون حركة طالبان والمحلل السياسي والنائب السابق لممثل الاتحاد الأوربي في أفغانستان، أن اغتيال الرئيس الأفغاني الأسبق برهان الدين رباني ورئيس مجلس السلام الأعلى المكلف بالتفاوض مع طالبان, يعد واحدة من كبرى الضربات التي وجهت إلى عملية السلام هناك.
ونقلت صحيفة (الديلي تليجراف) عن مصادر بوزارة الداخلية الأفغانية أن الهجوم نفذه شخصان على منزل رباني بالعاصمة كابل الثلاثاء 20 سبتمبر وأشارت مصادر حكومية إلى أن الهجوم نفذه مقاتلان اثنان من مجموعة غير معروفة، ولم تعلن أية حركة أو مجموعة إلى الآن مسئوليتها عن الهجوم.
وقال سيمبل: إن المسئول عن هذا الهجوم هم الذين يشعرون بأنهم مهددون بعملية السلام في أفغانستان، واتهم حركة طالبان الباكستانية بالمسئولية عن الهجوم، نافيًا أن تكون لشبكة حقاني أي دور في الهجوم الانتحاري الذي وقع خلال لقاء رباني بعضوين من حركة طالبان الأفغانية، بحسب تقرير هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وأشارت الصحيفة إلى أن رباني كان أحد القادة البارزين الذين قاتلوا ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وكانت جماعته الإسلامية أول مجموعة تدخل كابل بعد انسحاب السوفيت منها عام 1992م.
ونقلت شبكة سي بى اس الإخبارية الأمريكية أن أوباما وصف اغتيال ربانى بأنه "مأساة" بالنظر إلى أنه كان شخصية أبدت قدرا كبيرا وعميقا من الحرص والرعاية لمصالح أفغانستان.
وكان ربانى قد لقى مصرعه فى وقت سابق أمس الثلاثاء فى تفجير استهدفه فى كابول.وذكر مسئولون أن رباني كان يستقبل اثنين من قادة حركة طالبان في منزله وقت الهجوم. ومن غير الواضح ما إن كان الضيفين من طالبان متورطين في الهجوم.
ويشغل رباني رئيس مجلس السلم الأعلى والي يختص بإجراء المفاوضات الرامية لتحقيق مصالحة بين حركة طالبان والدولة الأفغانية برئاسة حامد كرزاي، كما كان يشغل من قبل منصب رئيس أفغانستان، وهو زعيم المعارضة الرئيسي في البلاد.
وفور سماعه النبأ، ألغى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي زيارته للأمم المتحدة وعاد بطائرته إلى العاصمة.
من هو برهان الدين رباني؟
ولد برهان الدين رباني في عام 1940م لأسرة تنحدر من أصل طاجيكي في بدقشان وهو إقليم في أفغانستان وينتمي إلى قبيلة اليفتليين ذات العرقية الطاجيكية السنية. وبعد إكمال دراسته الإبتدائية في قريته، التحق بمدرسة أبي حنيفة للعلوم الشرعية في كابول.
وبعد تخرجه التحق بجامعة كابول حيث درس الشريعة الإسلامية والعقيدة، وأثناء سنوات دراسته الأربع في الجامعة إشتهر بأبحاثه في العلوم الإسلامية. وعقب تخرجه عام 1963م عمل كأستاذ في نفس الجامعة، ثم سافر إلى مصر عام 1966م حيث التحق بجامعة الأزهر في القاهرة، ليحصل بعد عامين على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية.
وفي عام 1968م عاد رباني إلى أفغانستان حيث عهد إليه المجلس الأعلى للجمعية الإسلامية بمهمة الإشراف على شؤون الطلاب. ونظرا لاطلاعه وما يتمتع به من شهرة اختير عام 1972م وبالإجماع رئيسا للجمعية، وقد وافق عليه الأعضاء الخمسة عشرة في مجلس الجمعية وبحضور مؤسسها غلام نيازي.
وفي ربيع عام 1974م دخلت سيارات الشرطة حرم الجامعة لاعتقال رباني بسبب آرائه الداعمة للقضايا الإسلامية، ولكن الشرطة عجزت عن القبض عليه بعد أن فرض طلابه حوله نطاقا لحمايته، ونجح رباني في الهرب من كابول إلى داخل الريف الأفغاني.
ومع الغزو السوفيتي لأفغانستان اتخذ رباني قاعدة له في باكستان، حيث نجح في قيادة حزبه الذي تحول إلى العمل المسلح لمقاومة القوات السوفيتية، وأصبح مسلحو برهان الدين رباني أول طلائع ما المجاهدين الذين دخلوا كابول بعد انسحاب القوات السوفيتية عام 1992م.
وفي نفس العام، 1992م، أصبح رباني أول رئيس للمجلس الإفغاني، وهو ما يعني في الواقع رئيس البلاد، وظل في هذا المنصب حتى استولى مقاتلو طالبان على كابول عام 1996م.
وعقب ذلك اتخذ رباني بلدة فيض أباد في شمال أفغانستان مقرا له، وقاد بمساعدة من إيران وروسيا واحدة من الفصائل الخمسة الكبيرة المناوئة لحركة طالبان، وهو الفصيل المعروف بتحالف الشمال.
وظل رباني الرئيس الرسمي لأفغانستان والمعترف به من قبل الأمم المتحدة ودول عديدة حتى سلم السلطة رسميا للحكومة الإنتقالية برئاسة حامد كرزاي في 22 ديسمبر كانون الأول عام 2001م.
ولم يتول رباني أي منصب وزاري في الحكومة الإنتقالية الجديدة، وظل واحدا من أبرز منتقديها، وكان من المتوقع أن يكون رباني واحدا من أبرز المرشحين في الإنتخابات الرئاسية ولكنه انسحب في اللحظة الأخيرة.
ولا يزال رباني محتفظا بمنصبه كرئيس لحزب الجمعية الإسلامية، وإن كانت سلطاته فيها قد تقلصت من الناحية العملية. وأعلن رباني أن تحالف الشمال الذي يقوده لن يتكالب على السلطة كما أعلن ترحيبه بتشكيل حكومة من كل الأطياف لقيادة أفغانستان في المرحلة القادمة.
وعندما كان رباني في السلطة سمح للنساء الأفغانيات بالعمل والتحاق الفتيات بالتعليم المدرسي العالي.
التعليقات
إرسال تعليقك